أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الأحد) أن المحادثات مع روسيا ستكون السبيل إلى التوصل لأي اتفاق لوقف العمليات القتالية في سورية، ولكنه قال إن المفاوضات صعبة وأنه ما زالت هناك «خلافات خطرة» بين واشنطن وموسكو «حول الأطراف الذين يدعمهم كل منا وحول كيفية تحقيق السلام في سورية».
وأوضح أوباما في مؤتمر صحافي في مدينة هانغتشو الصينية، حيث يصل زعماء عالميون لحضور اجتماع قمة لـ «مجموعة العشرين»: «لديكم نظام الأسد الذي يقتل مواطنيه من دون أن يحاسب، يدعمه الروس والايرانيون» بينما فصائل المعارضة «تفتقر إلى السلاح في أغلب الأحيان».
وأضاف أن الولايات المتحدة «تحرص منذ فترة طويلة على إيجاد وسيلة لتقليص العنف وتحسين المساعدة الإنسانية في سورية، ولكن سيكون من الصعب الانتقال إلى المرحلة التالية إذا لم تكن هناك موافقة من روسيا».
وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات وخلف أكثر من 290 ألف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها وأجبرهم على الفرار من سورية ما أدى إلى تدفق الآلاف منهم إلى أوروبا.
وقال أوباما عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل قمة «مجموعة العشرين» إن «محاولة جمع كل هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو أمر صعب (…) ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة». وأضاف أن «جون كيري ونظيره (الروسي) سيرغي لافروف يعملان على مدار الساعة، إضافة إلى عدد من المفاوضين الآخرين، لتحديد شكل وقف حقيقي للعمليات القتالية (…) ولكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد».
وصرحت الناطقة باسم الوزير الروسي لوكالة «فرانس برس» أنه في حال اجتمع لافروف وكيري اليوم في هانغتشو فإن محادثاتهما ستتركز حصراً على سورية. وتعتبر المحادثات في هانغتشو جولة جديدة من الجهود الديبلوماسية حول سورية بعد أن أخفقت المفاوضات الماراثونية بين كيري ولافروف في جنيف في التوصل إلى نتيجة.
وحدد كيري بعد ذلك أولويتين لضمان استمرار وقف إطلاق النار إحداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط صعود «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقاً). إلا أن كيري أكد أن «النصرة هي القاعدة، ولا يمكن أن يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول أن تفعله».
وفشلت اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة، وقال أوباما اليوم، إن واشنطن تتعامل مع المحادثات «ببعض التشكيك (…) ولكن الأمر يستحق المحاولة». وأضاف «حتى لو اقتصر الأمر على حصول الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء على الطعام والإمدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فإن الأمر يستحق العناء».
الحياة اللندنية