قررت إدارة “بايدن”، أمس الجمعة 21 أيّار/مايو، عدم تمديد الإعفاء من العقوبات الذي منحته إدارة ترامب في نيسان/أبريل ،2020 لشركة نفط أمريكية للعمل في شمال شرق سوريا وفق ما ترجم موقع “المونيتور” وترجم عنه المركز الصحفي السوري بتصرف.
حصلت شركة “دلتا كريسنت إنرجي” التي انتهى إعفاؤها في 30 نيسان/أبريل، على فترة سماح مدتها 30 يوماً لإنهاء أنشطتها في شمال شرق سوريا التي تخضع للإدارة الذاتية التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية والتي لا تعترف بها دمشق.
قدم مسؤولو الإدارة قرار سحب التنازل عن إنتاج وبيع النفط في سوريا والذي لا يزال يخضع لعقوبات شديدة بموجب قانون قيصر، على أنه تصحيح للسياسة وليس تحولاً, ومن غير المحتمل منح أي شركات أخرى أية إعفاءات أيضاً.
شنّت الشركة حملة ضغط نشطة لتجديد الإعفاء لكن المصادر المطلعة تقول إنه من غير المرجح أن تنجح, وبحسب ما ورد شارك المبعوث السابق لسوريا “جيمس جيفري” في هذه الجهود. فيما لم يرد جيفري على مزاعم بأنه كان يمارس الضغط بشكل غير رسمي لدعم تمديد الإعفاء من عقوبات شركة “دلتا كريسنت إنرجي”.
أكد وفد أمريكي بقيادة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى “جوي هود” أن واشنطن ستواصل دعمها للمنطقة مع الحفاظ على مستويات القوات الحالية عند حوالي 900 جندي أمريكي خاص, والإفراج عن مساعدات الاستقرار التي جمدها ترامب ومساعدة جهود الوساطة في اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة المحلية وخصومها السياسيين في المجلس الوطني الكردستاني، مضيفاً أنّه تم حتى الآن صرف حوالي 50 مليون دولار من المساعدات.
وقال مصدر في الإدارة إن الرئيس “جو بايدن” لديه سياسة تجاه سوريا وهذه السياسة هي أن الولايات المتحدة ليست في سوريا من أجل النفط وإنّما من أجل الناس.
وأضاف المصدر: “لدينا حملة ضد تنظيم الدولة ونركز بشكل كبير على تقديم المساعدة الإنسانية”. ويشمل ذلك السعي لإقناع روسيا بإسقاط حق النقض (الفيتو) على السماح لتدفق مساعدات الأمم المتحدة عبر معبر اليعربية الحدودي مع العراق، والعمل مع تركيا لتخفيف الأزمة الإنسانية في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.
وقال المصدر “الأمر بسيط ومعقول” فقد يكون وقف عمليات شركة “دلتا كريسنت إنيرجي” بمثابة حافز لروسيا لتخفيف معارضة السماح للأمم المتحدة بمساعدة شمال شرق سوريا عبر العراق.
قالت ممثلة واشنطن عن مجلس سوريا الديمقراطية “سينام محمد” لـ “المونيتور” إن الإدارة الذاتية تؤيد التمديد وأردفت قائلة: “وضعنا الاقتصادي صعب للغاية, نحن تحت حصار اقتصادي مع عقوبات دولية وحدود مغلقة, وخاصة هذا العام بسبب قلة الأمطار, فقد تأثر القمح والمحاصيل الأساسية الأخرى ولدينا 5 ملايين شخص يعيشون في منطقتنا,يمكن لهذه الشركة العمل معنا لتطوير منطقتنا”.
وقالت شركة “دلتا كريسنت إنرجي” إنها ستعيد استثمار إيراداتها في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. فيما يتساءل العديد من النقاد “ما طبيعة تلك الإيرادات!!”.
الجدير ذكره أنّ صفقة شركة “دلتا كريسنت إنرجي” عمّقت الشرخ التركي بشأن نوايا الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا لأنّها قد تساعد على إنشاء دولة كردية ستسعى لاحقاً إلى دمج أجزاء كبيرة من جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية فيها.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع