لجأ أهالي قرية بريف إدلب لتعليم أطفالهم في مسجد القرية على وقع المعاناة ونقص الدعم والتمويل المقدم للعملية التعليمية التي بدأت تتفاقم في الأسابيع الأخيرة بعد دخول عشرات المدارس بإضراب مفتوح.
ضمن غرفتين يتوزع عشرات الطلاب لتلقي التعليم
فاقم نقص التمويل وشح دعم التعليم بريف إدلب من معاناة أهالي قرية الشيخ إبراهيم التابعة لريف جسر الشغور الشرقي في منطقة الجبل الوسطاني الذين لجؤوا لمسجد قريتهم لضمان حصول أطفالهم على التعليم.
يقول محدثنا الأستاذ خالد بأن العلم أساس نهضة الأمم بات جزء من المعاناة اليومية للأهل الذين لم يجدو سبيلا لمواصلة تعليم أبنائهم سوى ضمن غرفتين تتبعان للمسجد لعدم وجود مدرسة تأويهم.
مبينا أن نحو ١٠٠ طفل يتلقون بوقتين مختلفين التعليم على مبادئ القراءة والكتابة من معلمي القرية لعدم إمكانية استقبالهم بوقت واحد بعد استعانة عدد من الأطفال بالكراسي من منازلهم وفي كل مقعد أربعة طلاب من أصل ٤٠ يتكدسون بالكاد يمكن ضمن المعايير التعليمية السليمة استقبال ٢٥ ل٣٠ طالبا فقط إلا أنه للحاجة والضرورة نضطر لهذا العمل,الأمر الذي يدلل على تهميش التعليم وعدم رعاية الأجيال حسب قوله.
وفي محاولة لترميم العملية التعليمية قامت قطر الخيرية بوقت سابق بتوزيع الكتب على طلبة القرية من بينهم طلبة الإعدادية الذين يضطرون لقطع مسافة رغم وعورة المنطقة للوصول لبلدة البشيرية المحاذية، وسط ترحيب شعبي من الأهالي بعمل المنظمة لضمان حصول الأطفال على العلم.
إضراب منذ أسابيع لدعم مسار العملية التعليمية بالمنطقة
وفي محاولة للفت الانتباه لمعاناتهم ولتصحيح مسار الدعم باتجاه العملية التعليمية على غرار باقي القطاعات مع ضعف الإقبال لتلقي العلم بخاصة في مخيمات المهجرين لعدم توفير مستلزمات العملية على رأسها المدارس, بدأت المجمعات التربوية في منطقة جسر الشغور وأريحا والدانا وحارم ومعرة مصرين في شهر كانون الأول الماضي إضرابا مفتوحا عن العمل للضغط لتحقيق مطالب أصحاب المهنة والكوادر المتعلقة بتخصيص راتب شهري بعد التطوع لسنوات لخدمة الهدف.
ويوصي القائمون على المهنة الذين خرجوا للمرة الأولى في ٩ من شباط الماضي من شوارع مدينة إدلب في ساحة الساعة بتخصيص راتب ثابت وغير منقطع ليكون لهم مصدر دخل على وقع تفاقم الأوضاع المعيشة وارتفاع الأسعار.
وبين أحد المشاركين والمجاز لغة إنكليزية الأستاذ عبدالرزاق أنهم مستمرين في إضراب الكرامة الذي بدأوه ضمن كوادر ريف إدلب وحماة لتحقيق مطالبه.
ونشرت مديرية التربية في ١٧ من شباط إحصائية العاملين بشكل تطوعي من ضمنهم ٧٥١ مدرسا موزعين على ٣٥ مدرسة في مجمع المدينة، ٩٦٨ متطوعا في مجمع أريحا موزعين على ٦٨ مدرسة، ٥٨٥متطوعا في الدانا موزعين على ٢٦ مدرسة، ومثلهم ٧١٧ متطوعا في منطقة المخيمات موزعين على ٤٠ مدرسة، ٨٧٩ في جسر الشغور موزعين على ٥٥ مدرسة، ٥٢٢ في حارم موزعين على ٥٢ مدرسة، ٥٢٥ في معرة مصرين موزعين على ٤٩ مدرسة، ليكون مجموع المدارس ٣٢٥ تستقطب ٥١٦٥ مدرس ومدرسة.
عن طريق غرف مسبقة الصنع وترميم المدمر بدأت منظمات محلية بتأهيل المدارس
وبهدف دعم العملية التعليمية والحد من ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس والمعلن بحسب الإحصائيات نحو ١٣٠ ألف طالب بنسبة ٤٥% من أصل الموجودين بسبب نقص عدد المدارس التي تستقطبهم, لجأت في الأسابيع الأخيرة اكثر من منظمة عن طريق بناء غرف مسبقة الصنع موزعة على ١٠٠ خيمة ايكيا يتم بنائها لصالح المجمعات ومثلها ٩ مدارس يتم العمل على إعادة تأهيلها بريفي إدلب وحلب, وسلط ناشطون في حملة تحت عنوان ادعموا التعليم بإدلب في تشرين الأول الماضي الضوء على تفاقم وضع العملية التعليمية وانقطاع دعم المنظمات عن العاملين الذي سيفتح المجال لمزيد من التدهور في هذا القطاع على أهميته.
تقرير خبري / نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع