عندما تُلقي بنا الحياة في متاهات الوحدة والعيش بمفردنا دون قريب أو صديق، تثقل علينا حياتنا بالهموم والأحزان.٠
أم محمد نازحة من خناصر جنوب حلب (70) عاما.
تعيش في مخميات قاح على الحدود السورية التركية وحيدة بلا أي قريب.
عندما سُئلت أم محمد عن هذه الوحدة فقالت:
” أنا وحيدة لا أسرة لي، تمنيت أن يكون عندي ابنة تساعدني في كبري، لكن الله لم يقدر لي ولدا، أعتمد على نفسي في كل شيء، فأنا آكل وأنام وأستحم في هذه الخيمة الصغيرة التي ترونها أمامكم “.
كان لدى أم محمد أخ وحيد توفي منذ عام 2012 في قصف لقوات النظام أثناء عمله. منذ تلك اللحظة تعيش لوحدها وتنتقل من تهجير إلى آخر، ومن خيمة إلى أخرى.
عندما سألتها عن مصدر رزقها قالت:
” أنا عجوز في 76 من العمر, لا أستطيع العمل, ومصدر رزقي هو السلة الإغاثية التي أحصل عليها شهرياً في المخيم، أبيع جزءاً منها، وأشتري بعض الحاجات كالغاز والسكر والشاي، وأبقي المواد التموينية كالرز والبرغل والعدس لأعيش”.
يخيم الحزن على حديث أم محمد، تفرك يديها بتوتر عند حديثها معي. تتجنب النظر إليّ. لا تتكلم كثيراً، يبدو أن وحدتها ومعاناتها عودتها الصمت.
سألتها عن نزوحها فقالت: ” بعد أن توفي أخي الوحيد، هاجرت أسرته إلى تركيا وبقيت وحيدة، نزحنا واضطررت للهرب من القصف إلى محافظة إدلب، سكنت فترة في مدينة معرة مصرين ثم نصحني بعض الجيران بالسكن في مخيم لكي أحصل على سلة إغاثية كل شهر ، لأنني لم أستطع أن أوفر حاجاتي عندما سكنت في منزل من أجار منزل وكهرباء وماء وطعام وشراب “.
أم محمد تأمل بحياة يقطعها ضجيج الأطفال حولها، كريمة عزيزة، تحصل قوتها وكفايتها.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع