إن صور وفيديوهات الموت التي تتوالى من الشمال السوري، تجعل العالم بأسره يتوقف عندها ويصمت بحزن ليجهش الشرفاء بالبكاء، فالأشلاء في كل مكان والدمار كذلك، وهذا يجري أمام صمت العرب لتنفيذ إعدام بحق الشعب السوري وتآمر على الثائرين لأجل الحرية .
كم من الألم عانى الأطفال الجرحى والشهداء والمهجرون في الشمال السوري، وكم من الألم عانى أهلهم وكم من الدموع ذرفت العيون على المآقي وكم كان الألم بالموت سيء المذاق وكم نادى الشهيد أمه، أمي أين التلاقي وكيف ستهنأين أمي بعد هذا الفراق .
الأمم المتحدة أكدت يوم أمس أن أكثر من 270 ألف مدني، هجروا من منازلهم بريفي حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، وتتوالى صور الدم والأشلاء بالورود إلى مواقع التواصل الإجتماعي، لتضع العالم أمام ما تفعله روسيا والنظام بالمدنيين .. آلاف الصور والفيديوهات كانت جزء يسير من حقيقة إجرام النظام فتحت ذلك المنزل المدمر قضى العديد من الأطفال مع أمهم و أبيهم، وبجانب سور تلك المدرسة استشهدت طفلة وتناثرت كتبها وتضرجت بالدماء، وفي تلك المشفى قطعت الطائرات الروسية أشلاء أطفال في الحاضنات، ففي الأسابيع الأربعة الماضية دمرت الطائرات الحربية الروسية 20 مركزا حيويا غالبيتها من المشافي والنقاط الطبية ومنها مشافٍ للأطفال والتوليد، ليثبت النظام وروسيا للعالم بربريتهم وإجرامهم وعشق القتل والدمار .
في الشمال السوري؛ أطفال كالرجال كبروا بكبر الهموم والمجازر هم ينقلون الماء من مسافات بعيدة، وينامون تحت أشجار الزيتون ويجوعون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، فضلا عن برد الليل و وداع بلداتهم وقراهم فهناك في سوريا تقف الأقلام والكلمات عاجزة عن ما ترتكبه روسيا والنظام بحق المدنيين .
في الشمال السوري؛ دموع الأطفال على وجناتهم مختلطة بغبار الأرض ولباسهم يشرح حالهم، وافتراشهم الأرض عنوان عريض لبداية الهجرة من الموطن الأم ودفن كل الذكريات والأحلام والوقوف على بداية طريق نحو مستقبل مولود من ماض سحيق مملوء بالقتل والأحزان .
الطائرات الحربية الروسية استهدفت مقار وآليات الدفاع المدني في حماة وحلب و إدلب، ودمرت العديد من آلياته الخاصة بإسعاف المدنيين والمصابين، فضلا عن تدميرها للمشافي والمدارس في الريفين الحموي والإدلبي .
صور أشلاء الأطفال في حماة وحلب وإدلب، تنذر بحرب كارثية ومأساة إنسانية قادمة وخاصة أمام صمت العالم الذي يفهم بإعطاء الضوء الأخضر لإرهاب الطائرات والصواريخ بقتل السوريين .
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود