بعد أن تظاهر النظام السوري بانتصاراته المتتالية و استرجاعه بعض المناطق و بتوفر كل شيءٍ ضمن مناطق نفوذه و عدم الحاجة الملحة لأي شيء .
ظهرت منذ أيامٍ أزمة وقود خانقة في مناطق سيطرة النظام التي لم تكن بالحسبان، جعلت من النظام يعيد حساباته و يعيد استجماع قواه المتهالكة، و قد غيرت هذه الأزمة مجرى حياتهم حتى أنها أعادت الحياة إلى ما قبل العصور الوسطى .
وأدى ذلك لارتفاع أسعار الوقود بشكل مفاجئ و كبير وفقدانها من الأسواق، في ظل ظروف معيشية غاية في الصعوبة يعيشها الموالون ضمن مناطق النظام، حيث أن رواتب الموظفين لا تكاد تسد تغني ولا تسمن من جوع، على مرأى و مسمع قوات النظام .
تداولَ مؤيدو النظام عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي طوابير السيارات وهي تنتظر دورها أمام محطات الوقود، و قد يضطر أغلبهم لقضاء عدة أيام بانتظار دوره للحصول على 10 ليترات من البانزين و بسعر مرتفع جدا .
و أظهرت مقاطع فيديو أخرى تداولتها وسائل إعلام النظام للأحصنة وهي تجوب شوارع مدينة دمشق، فقد اضطر المدنيون لركبوها لقضاء حوائجهم نظراً لاختفاء مادة (البنزين – المازوت) في المدينة، دون أن يحرك النظام المتهالك أي ساكن حيال لقمة عيش المدنيين .
وقد شكلت الأزمة ضجة كبيرة في مناطق سيطرة النظام خاصة وأنها حصلت بشكل مفاجئ، فقد اضطر المدنيون للذهاب إلى عملهم سيراً على الأقدام، ليوفروا ما تبقى من البنزين لأشياءٍ أكثر اضطراراً، فوقوفهم بالساعات أمام محطات الوقود لا ينفع شيئاً .
تزامن ذلك مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات وتدهور الأوضاع المعيشية التي بدأت تعاني منها الناس بشكل كبير، لم يعودوا قادرين على تحمل تلك الأعباء كلها .
العقوبات الأمريكية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، بدأت تظهر نتائجها في سوريا، لان النظام سلم زمام أمور بلاده للإيرانيين، فهم من يتحكمون بالبلد، و جميع تفاصيل الحياة فيه، فلولا تدخل حلفاء النظام، لسقط منذ السنة الثانية من الثورة السورية .
ارتفاع أسعار الوقود و فقدانها في مناطق النظام، و تدهور الوضع المعيشي و الظروف الإنسانية الصعبة، و انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار، و إهانة روسيا لرأس النظام بشار الأسد، هل هي بداية نهاية النظام و تخلي الحلفاء عنه …
المركز الصحفي السوري _ حسان محمود