ينتشر فيروس العصر “كورونا” بشكل كبير في العالم شرقاً وغرباً حاصداً آلاف الضحايا، في بداية انتشار الوباء، تمحور الخوف على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لأنهم أكثر عرضة للفتك بالفيروس، لكن هذه المعلومات تبين أنها خاطئة، فضحايا الفايروس كبار وصغار، مرضى وأصحاء .
فهناك المئات من ضحايا الفيروس من الشباب الأصحاء الذين لا يعانون من أيّ مرض والشاب الثلاثيني “عثمان عبد الهادي عثمان” أحد ضحايا الفيروس وهو سليم لا يعاني من أية مشاكل صحية .
عثمان شاب من قرية “بيت الفقس” التابعة لمدينة طرابلس في شمال لبنان نقلت إليه عدوى الفيروس، عندما رافق صديقه إلى الحلاق وأراد أن يشرب من قارورة المياه الخاصة بصديقه على الرغم من معارضة صديقه لشربه الماء من قارورته، أصرّ عثمان وشرب الماء، تبيّن فيما بعد أن صديق عثمان مصاب بفيروس كورونا ولم يكن يعلم .
سافر عثمان إلى تركيا، وهناك شعر ببعض الآلام، لكنّه ظنّ أنها أنفلونزا، لكن الألم بدأ يزداد، اتصل عثمان بعمّه الطبيب في لبنان الذي نصحه بالذهاب إلى المستشفى أو العودة إلى لبنان وأبدى الاستعداد للذهاب إلى تركيا للوقوف إلى جانب ابن أخيه .
بعد إجراء الفحص في تركيا تبين أنه مصاب بالفيروس، عندها قرر “عثمان” العودة إلى لبنان، وفور وصوله اتصل بخلية الأزمة حيث حجزوا له سريراً في مستشفى طرابلس الحكومي، بدأت حالة عثمان تزداد سوءاً ولم يستطع التواصل مع أهله إلا عن طريق مكالمات الفيديو، وهذا ما زاد معاناة الأهل .
تعرض” عثمان ” بعد عدة أيام في المستشفى الحكومي لجلطة في الرئة ودخل في غيبوبة، وبعد يومين فشل الأطباء في إنقاذه وتوفي “عثمان”، انتصر الفيروس على عثمان الوحيد لوالديه على ثلاث بنات .
في ذات السياق، الشاب ” أحمد حسن قرياني ” من جنوب لبنان من بلدة “برج رحال” كان يعمل في دولة “غانا” الأفريقية الاستوائية، أصيب بالفيروس هناك وعاد إلى لبنان .
دخل إلى مستشفى “رفيق الحريري” الجامعي ونتيجة مضاعفات المرض، أدخل إلى العناية المركزة و لم يستطع الأطباء إنقاذه، وتوفي في العقد الثالث من عمره ولم يكن يعاني من أية أمراض .
يذكر أن لبنان يعاني من ازدياد أعداد الإصابات بالفيروس بشكل كبير، حيث تتخطى الإصابات يوميا 2000 إصابة، لذلك تتصاعد المطالبات والمناشدات لإغلاق البلد لفترة من الزمن للسيطرة على انتشار الفيروس.
و يأتي هذا الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات نتيجة عدم الإلتزام من قبل الناس بالوقاية والتباعد الاجتماعي، لذلك يدرس بشكل جدي إغلاق البلد لفترة 15 يوماً، يكون الإغلاق فيها ليس كما سبق من عدم الإلتزام بل بالتشديد و الجدية في التطبيق .
بقلم : وسيم الحموي