أعادت العملية الإرهابية التي استهدفت، اليوم الأحد، عنصري أمن في مدينة سوسة التونسية، الجدل حول “كتيبة الفرقان” التي تنتمي لتنظيم “الدولة” المتطرف، حيث رجّح عدد من المراقبين أن تكون “الفرقان” هي من نفذت العملية، وخاصة أنها تنشط منذ سنوات في مدينة سوسة، رغم أن السلطات التونسية أعلنت في 2015 تفكيك هذه المجموعة المتطرفة المثيرة للجدل.
وتعرض عنصران من الحرس الوطني التونسي إلى عملية دهس وطعن في مفترق طرق أكودة- القنطاوي من قبل مجموعة إرهابية تضم 3 أشخاص، وهو ما أدى إلى مقتل عنصر أمن وإصابة الآخر بجروح بليغة، قبل أن تقوم قوات الأمن بمطاردة المجموعة الإرهابية وتقضي عليها.
ولم تتبنّ أي جهة حتى الآن الهجوم الإرهابي في سوسة، إلا أن عددا من المراقبين رجحوا أن تكون “كتيبة الفرقان” هي من نفذت هذه العملية، وخاصة أنها قامت في وقت سابق بتنفيذ عمليات إرهابية عدة في هذه المنطقة.
ودوّن مصطفى عبد الكبير الخبير بالجماعات المتشددة في ليبيا: “العملية الأخيرة من تنفيذ كتيبة الفرقان. وهي كتيبة خطرة لها امتداد كبير داخل ليبيا، وجزء من هذه الخلية ينشط في المرتفعات الغربية بين تونس والجزائر. كتيبة مسلحة ولها قدرات استخباراتية عالية. ونحن نعلم أنها كانت تنشط كثيرا في سوريا”.
ودوّن المحامي والدبلوماسي السابق، سمير عبد الله: “بعد الاعتداء الإرهابي بطعن عوني حرس وطني بالسكاكين في قلب المنطقة السياحية بالقنطاوي، أرجو أن لا يحدثنا المحللون والخبراء عن “ذئاب منفردة”. هذا اعتداء وحشي بالسكاكين، وتم في منطقة سياحية حساسة. كيف تمكن المهاجمون من الانفراد بالضحايا وتسديد طعنات قاتلة لهم؟”.
ما هي كتيبة الفرقان؟
في كانون الأول/ ديسمبر أعلنت السلطات التونسية تفكيك “كتيبة الفرقان” وهي تابعة لتنظم “الدولة” المتطرف، علما أن قيادتها الأساسية موجودة في ليبيا، لكنها قامت بعمليات إرهابية عدة في مدينة سوسة، أبرزها محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين، فضلا عن اغتيال عنصر الأمن عز الدين بن نصر، وتنفيذ هجمات أخرى ضد عناصر الأمن التونسي.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية عام 2015 أنها تمكنت من إيقاف 31 عنصرا تابعا لـ”كتيبة الفرقان”، كما قامت بالكشف عن مخازن عدة للأسلحة والذخائر والمتفجرات والقنابل اليدوية، فضلا عن ملابس عسكرية في منطقة “أكودة” التي كانت أيضا مسرحا للعملية الإرهابية الأخيرة، مشيرة إلى أن المجموعة الإرهابية الأخيرة كانت بصدد الإعداد لعدد من التفجيرات والاغتيالات السياسية في مدينة سوسة وعدد من المدن التونسية الأخرى.
كما قامت السلطات التونسية بمحاكمة 26 عنصرا من كتيبة الفرقان عام 2018، بينهم عناصر عادوا من سوريا، حيث صدرت ضدهم أحكام تتراوح بين السجن 35 سنة ومدى الحياة والإعدام.
وخلال المحاكمة، اعترف الجناة بالتخطيط لاغتيال نواب في البرلمان وعدد من قادة الأحزاب، فضلا عن وضع مخططات لتفكيك مقرات أمنية وعسكرية وعدد من المؤسسات الحيوية في البلاد، في محاولة لبث الفوضى ومحاولة إضعاف الدولة، وتأكيد “عدم قدرتها” على ضبط الوضع الأمني في البلاد.
نقلا عن القدس العربي