زرع الله الرحمة في قلوب الأمهات على أولادهن، وجعل فقدهم أعظم مصابهن ورُزقت الصبر على الفقدان، ونعلم إن أكبر ضحية للطلاق هم الأولاد.
وإذا كان الطلاق بسبب نزاع دائم بين الأب والأم وغالبا يعيش الأطفال ذلك النزاع بين أبويهم.
لو تحدثنا عن العطاء والتضحية فأننا نتحدث عن أم لثلاثة بنات يعانون من إعاقة جسدية.
أم فاطمه تزوجت وحملت وكانت تنتظر مولودها لأول بفارغ الحب والصبر وعندما ولدت فاطمه مواليد 2010
فرحت أمها كانت لا توصف أن الله رزقها بفاطمة وبعد مدة أربع شهور بعد ولادتها تفاجأت أن فاطمه مريضه ترتفع حرارتها وتصاب باختلاج وتفقد وعيها, كانت فاطمة تعاني من كتلة أسفل لظهر خضعت لعمليه جراحية مما أدى إلى قطع عرق الشعور هذا الخطأ الطبي زاد معاناتها أكثر.
عانت الأم كثيرا مع طفلتها لأولى ورضيت بقضاء الله وقدره حتى كتب الله لها وحملت مرة ثانية على أمل أن يرزقها الله بطفل أو طفلة معافاه.
وبعد ما ولدت طفلتها الثانية تفاجأت أيضا أنها مريضة بمرض شقيقتها فاطمة ولكن هنا الأمر اختلف بعد فحوصات الأطباء والصور الشعاعية تبين أيضاً أنها تعاني من اختلال عقلي يضاف إلى مرضها.
أم فاطمة عاشت ظروف صعبة للغاية بين تربية بناتها المعوقات وبين ظلم زوجها ومرارة ما تعيشه النساء السوريات في ظل هذه الحرب التي أنهكت الجميع.
وبعد فتره رُزقت أم فاطمة بطفلتها الثالثة.
أم فاطمة لديها ثلاثة بنات معاقات وكانت تعيش معهم في القلة في ظل غياب الأب أو الأبن تعتني أم فاطمة بهن أحس وايقنت بقضاء الله وقدره ولكن الأب لم يؤمن بقضاء الله وقدره وقرر أن يتزوج لكي يصلح النسل وكأن وقرر الاستغناء عن الأم كما سلم بناته الثلاث إلى مدرسة تعتني بهم لكي يتخلص منهم.
الأم تفاجأت أن هذه المدرسة عبارة عن كذبة لا أكتر استلم البنات شخص قطع وعود على نفسه أن يعمل جاهداً على تأمين البنات ورعايتهم لكن أخلف جميع وعوده ووضع البنات في منطقة شبه خالية من الحياة بلا مأوى وبلا طعام وشراب.
علمت الأم بحال بناتها الثلاثة ما كان منها إلا الاتصال بزوجها لكي تشرح ظروفها هي وأطفالها إلا أن النتيجة كانت بإغلاق الهاتف واتهمها بالكذب وعمل أهل الخير على إسكان الأم وبناتها في سكن خاص بهم لكن أهل أم فاطمة أجبروا ابنتهم على ترك البنات ثانياً بزعمهم الأب هو له الحق في تربيتهم.
تحت ظروف قاسية وضغط من قبل الأهل اضطرت الأم أن تترك البنات بعد كثير من المحاولات لم تنجح لكي تبقى تربي بناتها.
سلمت البنات للأب وعادت إلى بيت أهلها في سوريا لأنها لم تستطيع تسديد نفقة ومصاريف من أدوية وحفوضات وغيره لهؤلاء الأطفال بعد تخلي عنهم القاصي والداني.
وبعد أن عادت الأم إلى سوريا تفاجأت أن الأب سلم البنات لدار المعاقين ولكن الطفلة الثالثة لم يتم استقبالها من قبل دار المعاقين لأن حالتها تعتبر مقبولة مقارنة في أخواتها.
هنا الأب وضع البنت عند عمها ليقوم في تربيتها ورعايتها لكن فترة إقامتها عند عمها لم تكن طويلة بعد أن تزوج لعم وبعد فترة قام بإعادة البنت لوالدها لأنه أحق بعنايتها بعد مدة قام الأب بتسجيل البنت في المدرسة في تركيا هنا تكمن المصيبة تفاجأت مديرة المدرسة بوجود كدمات وضرب على وجه الطفلة بدورها قامت مديرة المدرسة بتسليم الطفلة للبوليس للتحقيق بهذا الأمر، وبعد التحقيق مع الطفلة من قبل الشرطة تتبين أنها تتعرض للضرب دائماً من قبل زوجة أبيها وبناءً على ذلك قررت الشرطة بتسليم الطفلة لدار الأيتام ومنعت جميع أقربائها من رؤيتها باستثناء والدتها تستطيع أن تخرجها من دار الأيتام.
الأم وبعد معرفتها بكل هذه المعاناة الذي كان يعانيها أطفالها قررت أن تفعل ما تستطيع لتعود إلى تركيا وتعمل على لم شمل بناتها تقوم برعايتهم وتربيتهم ولكن هذا الأمر في ظل هذه الظروف لم يكن بالأمر السهل.
وتكثر اليوم مثل هذه الحالات ودائما يكون الأطفال ضحية أفعال والديهما حيث تغيب القوانين التي تمنع حدوث حالات تعنيف قد تصيب الأطفال من قبل زوجة الأب مثلما حدث مع هذه الطفلة.
بقلم: صفاء الإبراهيم /المركز الصحفي السوري