شهدت بعض الشواطئ في تونس والجزائر خلال الأيام الأخيرة ظاهرة غريبة تتمثل بسقوط مئات الطيور من السماء، تبين لاحقا أنها مصابة بـ”داء نيوكاسل” أو ما يسمى بـ”طاعون الدجاج”، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات التنفسية المشابهة في بعض أعراضها لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكشفت جمعية “أصدقاء الطيور” عن تلقيها عشرات البلاغات حول حالات وفاة غير عادية لمئات الطيور من نوع “سكوبولي” (جلم الماء الكبير)- وهو طائر بحري كبير مستوطن في البحر الأبيض المتوسط- في عدد من السواحل التونسية والجزائر وبعض الجزر التي تشكل محميات طبيعية لهذا النوع من الطيور.
وقالت الجمعية إن عددا من الخبراء التونسيين قاموا بدراسة الظاهرة، حيث تم أخذ عينات من الطيور النافقة، لدراسة إمكانية إصابتها بأنفلونزا الطيور، ولكن تبين لاحقا أن هذه الطيور مصابة بمرض “نيوكاسل” أو ما يسمى بطاعون الدجاج.
ما هو داء نيوكاسل؟
تؤكد “المنظمة العالمية لصحة الحيوان “أن مرض نيوكاسل (Newcastle Disease) والذي يُعرف اختصارا بـ”ND”، هو مرض شديد العدوى وغالباً ما يكون شديداً في جميع أنحاء العالم ويصيب جميع الطيور، بما في ذلك الدواجن المنزلية.
وينتج عن فيروس في عائلة فيروسات البارامكس (تضم النكاف والكلب، وبعض الأمراض التي تنقلها الخفافيش). وهو يصّنف كمرض تنفسي، ولكن يؤثر سلبا على الجهاز العصبي والهضمي.
متى تم اكتشافه؟
تم اكتشاف المرض للمرة الأولى في إندونيسيا عام 1926، ولكن تم تسميته على اسم مدينة نيوكاسل أبون تاين في إنكلترا. حيث تم تشخيص المرض بعدما قضى على جميع مداجن الهند الهولندية (الاسم القديم لأندونيسيا)، وتم في البداية الحلط بينه وبين كوليرا الدجاج وإنفلونزا الطيور الذي تم اكتشافه قبل فترة وجيزة من مرض نيوكاسل، قبل أن يكتشف العلماء وجود اختلاف بين هذه الأمراض.
ما هي أعراضه لدى الحيوانات؟
بما أن المرض يهاجم الجهاز التنفسي والعصبي والهضمية، فإن أعراضه كثيرة، تبدأ باللهاث والسعال والعطس، كما يسبب التشنج والرعاش والشلل في بعض الحالات، إضافة إلى الإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي.
كيف تنتقل العدوى؟
ينتقل مرض ND في أغلب الأحيان عن طريق الاتصال المباشر مع الطيور المريضة، ويمكن أن ينتقل المرض عبر البراز وإفرازات الجهاز التنفسي أو عن طريق الطعام والمياه والمعدات والملابس البشرية الملوثة.
ويمكن لفيروسات مرض نيوكاسل البقاء على قيد الحياة لعدة أسابيع في البيئة، وخاصة في الطقس البارد.
والمرض معدٍ للغاية، إذا يمكن لطائر واحد مريض أن يتسبب بإصابة قطيع كامل خلال فترة تتراوح بين يومين وستة أيام.
هل يمكن أن يصيب البشر؟
بالرغم من أن داء نيوكاسل هو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، إلا أن المنظمة العالمية لصحة الحيوان تؤكد أن فرص انتقاله من الحيوان للإنسان ضعيفة، كما أن أعراضه لدى الإنسان عادة ما تكون خفيفة، وتتمثل في التهاب ملتحمة العين.
ما هي طرق الوقاية والعلاج؟
لا يوجد علاج لداء نيوكاسل لدى البشر، لذلك يوصي الباحثون بتلقيح الطيور في المناطق الموبوءة، فضل عن ائتلاف الطيور المصابة، والتخلص بشكل صحيح من الطيور الميتة، فضلا عن تعقيم الحظائر، والانتظار لفترة 21 يوما، قبل إعادة ملئها مجددا، تجنبا للإصابة بالفيروس.
هل يمكن استخدام “نيوكاسل” كسلاح بيولوجي؟
كان فيروس داء نيوكاسل واحداً من عدة فيروسات أخرى- بينها الجمرة الخبيثة وداء البروسيلات وحمى الضنك وغيرها- التي أجرت الولايات المتحدة عليها تجارب عدة بهد استخدمها كسلاح بيولوجي محتمال، قبل أن تقوم الحكومة الأمريكية بإيقاف برنامج الأسلحة البيولوجية، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
نقلا عن القدس العربي