ذكر موقع “المدن” أمس الثلاثاء 8 نيسان (أبريل) أن عددًا من الشخصيات اليهودية الأميركية من أصول سورية، أعلنوا تأييدهم لحكومة الرئيس أحمد الشرع، مطالبين الإدارة الأميركية بضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وشطب اسم الحكومة الجديدة من قوائم الإرهاب، تمهيدًا للاعتراف الدولي بها.
ووفقًا للموقع فإن هذا التحول يأتي وسط تحديات دبلوماسية معقدة تواجهها الحكومة السورية الجديدة في مسعاها لنيل الشرعية الدولية، حيث لاتزال القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تتردد في التطبيع معها رغم تعهداتها بالانفتاح وحماية الأقليات.
وبحسب “المدن” فإن هذه المبادرة يقودها هنري حمرا، وهو رجل أعمال ينتمي إلى الجالية اليهودية السورية في نيويورك، وكان قد غادر دمشق في سن المراهقة قبل أكثر من ثلاثة عقود. تحدث “حمرا” خلال لقاء مع أعضاء في الكونغرس، عن “الحلم المؤجل بالعودة إلى الوطن” قائلًا: “سوريا ليست فقط بلد طفولتي، بل هي جزء من هويتي التي لم أفقدها رغم كل المسافات والسنوات”. وأضاف “ما رأيته خلال زيارتي الأخيرة كان مزيجًا من الأمل والوجع – الدمار كبير، لكن الرغبة في النهوض حاضرة. ما يعوق إعادة البناء هو العقوبات، التي لم تعد موجهة لنظام، بل لشعب بأكمله”.
وتمت الزيارة التي نظمها حمرا برفقة والده، الحاخام يوسف حمرا، في شباط (فبراير) الماضي، بدعم من “فريق الطوارئ السوري” ومشاركة شخصيات سورية أميركية مسلمة. وقد شملت الجولة مواقع تاريخية يهودية في دمشق، بينها الكنيس المدمر في حي جوبر، ومقبرة يهودية قديمة تحتضن أضرحة متصوفين بارزين من القرن السادس عشر.
ورغم حساسية الموقف، وفرت وزارة الخارجية السورية بتوجيه من الرئيس الشرع، تسهيلات غير مسبوقة إلى الوفد، من تأشيرات وتنقلات وحراسة أمنية، إلى جانب استقباله رسميًّا من موظفين كبار، في ما اعتُبر “بادرة حسن نية” تجاه المكوّن اليهودي السوري، بعد عقود من القطيعة.
وقال مدير فريق الطوارئ السوري معاذ مصطفى، لصحيفة ” نيويورك تايمز”، إن الهدف من الزيارة لم يكن فقط إنسانيًّا أو تراثيًّا، بل “رسالة سياسية إلى دوائر القرار في واشنطن بأن الحكومة الجديدة في دمشق ليست استبدادية ولا طائفية، بل تسعى إلى شراكة وطنية تتجاوز الماضي”.
أما الحاخام يوسف حمرا، الذي كان يشغل منصب رئيس الطائفة اليهودية في دمشق قبل مغادرته، فقال: “أردنا أن نغلق دائرة من التاريخ بكرامة، وأن نعيد ولو بعضاً من ذاكرة سورية التي احتضنت اليهود لألفي عام”، بحسب الصحيفة.
وبحسب”المدن”، بدأ بعض أعضاء الكونغرس من الحزبين بدفع إدارة الرئيس ترامب نحو مراجعة موقفها، من بينهم النائب الجمهوري جو ويلسون، والسيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن، اللذان وجّها رسالة مشتركة إلى وزارتي الخارجية والخزانة، دعوا فيها إلى إعادة تقييم نظام العقوبات الذي وصفاه بأنه “يضر بالمصالح الاستراتيجية الأميركية في مرحلة ما بعد الأسد”. وقال النائب ويلسون بعد لقائه بالوفد اليهودي: “رغم ماضي الشرع، لا يمكن تجاهل التحولات التي تحدث في سوريا. يجب أن نعطي الشعب السوري فرصة للعيش بعيدًا عن الحصار والجوع”.