توفي اللاجئ الإيراني مهران كريمي ناصري “77عاما” في مطار ديغول في فرنسا ، والذي عاش فيه من عام 1988 إلى 2006.
ونقلت وسائل الإعلام اليوم وفاة مهران بنوبة قلبية في مبنى الركاب إف 2 وفقا لمسؤول في هيئة مطار باريس،
وعاش مهران في مبنى رقم 1 بالمطار بسبب مشكلة أوراق الإقامة،
وألهمت قصته عام 2004 الممثل توم هانكس في فيلم the terminal” ” عنه، ولعب دور رجل محاصر في مطار جون كنيدي في نيويورك، بعد رفض دخوله أمريكا وعجزه دخول وطنه.
ما قصة هذا اللاجئ؟
ولد مهران في إيران عام 1945 في مجمع سكني تابع لشركة نفط أجنبية فارسية لأب طبيب وأم اسكتلندية تعمل ممرضة، وشارك مهران في مظاهرة ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1974 في بريطانيا،
ويحصل على شهادة جامعية في الدراسات اليوغسلافية،
واعتقلته السلطات الإيرانية وتم تعذيبه 4 أشهر عند عودته لإيران بسبب ضائقة مالية، ثم نفته خارج إيران.
وعند عودته لأوروبا تقدم بطلب لجوء لألمانيا الغربية وهولندا عام 1977 وتم رفض طلبه،
ثم تقدم بطلب لجوء إلى فرنسا عام 1980 فتم رفضه، وتقدم بطلب لجوء لبريطانيا فرفض ومنع من دخول البلاد عن طريق مطار هيثرو وطرد، فعاود المحاولة لدخول ألمانيا فطرد للحدود البلجيكية فسمحت له بلجيكا بدخول أراضيها.
كما منح اللاجئ مهران لجوء في بلجيكا فعاش فيها حتى عام 1986، ثم قرر العيش في أمريكا،
لكن حقيبة سفره التي تحوي أوراقه سرقت خلال توجهه لمطار شارل ديغول في باريس،
وصعد الطائرة المتوجهة لبريطانيا لكنه منع من دخول مطار هيثرو بدون أوراقه الثبوتية وتم إرجاعه لمطار ديغول،
ونقل لمنطقة الانتظار حيث تم البت في شؤون الركاب الذين لا يملكون أوراقا ثبوتية فمكث فيه 18 سنة بعد الفوز بحكم محكمة عام 1992 يلزم السلطات الفرنسية ببقائه في أراضيها ، فبقي طي النسيان وضمن حدود المطار ، حتى توفي فيه أمس بنوبة قلبية.
حياته في المطار
كان مهران يستيقظ في الخامسة صباحا فيغتسل في دورات المياه، واعتاد الموظفون في المطار غسل ثيابه وتبرعوا له بأريكة ليرتاح عليها، وكان يقرأ الكتب والروايات وكتابة مذكراته اليومية بمساعدة البريطاني أندرو دونكين الذي حولها لكتاب نشر بعدة لغات ووصفته جرائد بريطانية أنه كتاب رائع ومزعج جدا!
وكان مهران محاطا بالصناديق عند التقاء المحال التجارية والمطاعم في الدور السفلي ولم يكن يزعج المسافرين أو يتحدث معهم لأنه لم يرد لفت الأنظار إليه، وتناسى مهران هويته مع مرور الوقت وأصبح يدعى “سير ألفريد” ولا يرد على من يناديه مهران.
كانت قصة مهران مصدر إلهام للفيلم الفرنسي “ضائع في الترانزيت” الذي أنتج عام 1993، ومصدر إلهام لفيلم ذا تيرمينال الذي أنتج عام 2004 من إخراج ستيفن سبيليرغ وبطولة توم هانكس، وقد استلم مهران مبلغا من المال مقابل التنازل عن قصته لشركة دريم روكس، لكن اسمه لم يذكر في أي وسائل دعاية للفيلم، إلا أن ظهر لاحقا في صورة دعائية للفيلم وهو يقف خلف صورة الممثل توم هانكس.
كان من أشهر أقوال مهران” أنا مواطن مطار شارل ديغول” و ” رغبتي في الذهاب إلى أمريكا زادت بسبب فيلم ذا تيرمينال”.
تقرير شخصيات/ محمد إسماعيل