وادي بردى.. منعطف جديد للأزمة السورية والنظام يقوَض الهدنة

قـــراءة فــي الــصحف

البداية من صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية التي نشرت، في «وادي بردى» السوري، لم تجلب الأيام الستة التي أعقبت إعلان وقف إطلاق النار عبر البلاد سوى مزيد من القنابل. إذ يقول السكان إن القنابل باتت تتهاطل على منطقتهم بشكل يومي، مما يفاقم البؤس الذي تسبب فيه الحصار الحكومي الذي أدى إلى فراغ رفوف الأسواق من المواد الغذائية وجعل السكان يعتمدون على الخشب من أجل الاستدفاء في برد الشتاء القارس.
كما يهدّد القتال بنسف اتفاق الهدنة الذي رعته روسيا وتركيا، والذي كان يهدف إلى تحفيز مفاوضات السلام في وقت تسعى فيه القوى العالمية جاهدةً لإيجاد حل لنزاع بدأ قبل خمس سنوات. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد دعا الرئيسَ السوري بشار الأسد وداعميه الأربعاء إلى إنهاء «انتهاكات» اتفاق وقف إطلاق النار. وقبل ذلك بيوم واحد، كان الثوار قد هدّدوا بتعليق المشاركة في مفاوضات السلام الجديدة، التي من المزمع أن تجري في عاصمة كازاخستان هذا الشهر، في حال استمرت الاشتباكات.
المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوجد مقره في بريطانيا قال إن مروحيات الحكومة السورية ألقت قذائف و15 برميلاً متفجراً على الأقل على المنطقة، بينما اشتبك مقاتلو «حزب الله» اللبناني مع الثوار على الميدان. كما قال أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته: «لا توجد كهرباء ولا أدوية هنا. ولا يوجد سوى القليل جداً من الطعام»، مضيفاً «إن القنابل المتفجرة تتهاطل علينا، واتفاق وقف إطلاق النار لم يغيّر أي شيء.
وعلى الرغم من أن الحكومة والثوار كانوا قد التزموا من قبل باتفاق يقضي بعدم قطع خدمات المياه، فإن ذلك انتهى عندما ضربت قوات الأسد و«حزب الله» حصاراً على الوادي العام الماضي.
غير أن ذاك الحصار بات يضاعف معاناة السكان في وقت انخفضت فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وفي هذا السياق، يشير محمد البرداوي، وهو ناشط من المنطقة، إلى أن الطعام أخذ ينفد، إذ يقول: «لم تتبقَّ أي أطعمة معلّبة تقريباً لأننا سارعنا لشرائها عندما بدأ القصف»، مضيفاً «إن الناس يعيشون على كميات ضئيلة من الطعام في المنازل ويتدفؤون عبر التجمع والتكدس أو التحلق حول النار التي نشعلها». وادي بردى، الذي كان في وقت من الأوقات مكاناً تقصده العائلات الدمشقية من أجل أسماكه الجيدة وطلباً للاسترخاء والاستجمام، كان قد تخلّص من السيطرة الحكومية في أوائل 2012، أي بعد أقل من عام على بدء الانتفاضة على حكومة الأسد.
بدورها نشرت صحيفة الـ “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً لها تقول فيه، إن مصدرا مهما للمياه لدمشق صار جزءا من مناورات سياسية معقدة حول وقف إطلاق النار في سوريا، مما قد يقوض الهدنة التي تهدف إلى تمهيد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 6 أعوام تقريبا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة تركيا وروسيا الشهر الماضي شابه اشتباكات بين الثوار وقوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وخصوصا حول وادي بردى الذي كان يوفر إمدادات المياه الرئيسية لنحو 4 ملايين شخص في العاصمة السورية.
ونقلت الصحيفة عن عمر سلاخو، وهو قائد في جماعة نور الدين الزنكي في شمال سوريا، قوله: «إذا لم تتوقف الهجمات على وادي بردى فإن الخيار العسكري مؤكد.
وقال معظم جماعات الثوار التي وقعت على الاتفاق الأسبوع الماضي إنها «علقت» التزامها بمحادثات السلام -التي من المفترض أن تعقد في كازاخستان نهاية هذا الشهر- بسبب القتال. ويقول الأسد إن المنطقة تخضع لسيطرة جماعة «فتح الشام» المتشددة وليست جزءا من وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار الهش صمد إلى حد كبير في أجزاء أخرى من البلاد، لكن قوات الأسد المدعومة من قبل جماعة حزب الله اللبنانية واصلت هجومها للسيطرة على وادي بردى، مما أدى إلى إغلاق محطة ضخ المياه الرئيسية التي يقول الثوار إنها تعرضت لغارات جوية من قبل النظام.
المركز الصحفي السوري _ صحف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist