بينما تواصل الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية اليوم الاثنين اجتماعاتها المغلقة في الرياض لليوم الثاني على التوالي بهدف توسيع أعضائها قبل استحقاق جنيف القادم، استمرت قوات النظام في خرق اتفاق وقف إطلاق النار بالغوطة الشرقية.
وأسفر القصف المدفعي من قوات نظام الاسد على الأحياء السكنية في بلدات ومدن دوما وسقبا وكفربطنا وبيت سوى وزملكا وحوش الضواهرة في غوطة دمشق الشرقية، عن وقوع قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي.
ويأتي ذلك القصف من النظام على الرغم من وقوع الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر المتفق عليها بين الدول الضامنة والراعية لمحادثات أستانة حول سورية.
وعلى صعيد متصل، تعرضت مدينة تلبيسة وقرية تير معلة شمال حمص لأربع غارات جوية أسفرت عن أضرار مادية بحسب مركز حمص الإعلامي، ويخضع ريف حمص الشمالي لاتفاق خفض التوتر.
كذلك تعرضت قرى وبلدات “التح، الخوين، تل مرق” في ريف إدلب الجنوبي لغارات من الطيران الحربي، دون وقوع إصابات بين المدنيين، في الوقت الذي تمكنت فيه “هيئة تحرير الشام” من السيطرة على قرى المستريحة، وشخيتر، وتلة شخيتر” في ناحية الرهجان بريف حماة الشرقي بعد اشتباكات مع تنظيم “داعش” سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي دير الزور، استمرت المواجهات بين تنظيم “داعش” وقوات النظام حيث تمكن الأخيرة من بسط سيطرتها على بلدة بقرص في ناحية الميادين بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد تمكنها بدعم روسي من بسط كامل سيطرتها على مدينة الميادين أكبر معقل لداعش في سورية.
وتسعى قوات النظام المدعومة بميليشيات أجنبية للوصول إلى حقل العمر النفطي الواقع شمال الميادين على بعد 10 كلم، وذلك قبل وصول ميليشيات “قوات سورية الديمقراطية” إلى الحقل بدعم من التحالف الدولي.
وتسبب القصف الجوي الروسي أمس الأحد بمقتل أكثر من عشرة مدنيين جراء غارة جوية على مدرسة تأوي نازحين في بلدة سعلو بريف دير الزور الشرقي.
إلى ذلك، استمرت اليوم الاثنين اجتماعات هيئة المفاوضات في المعارضة السورية، والتي تناقش العديد من الأمور المتعلقة بالاستحقاقات السياسية القادمة وعلى رأسها توسيع قاعدة أعضائها، ومصير بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
وانتهى اليوم الأول من الاجتماعات عند الساعة العاشرة من الليلة الماضية دون التوصل إلى جديد حيث استمر الخلاف على تحديد مصير بشار الأسد قبل البدء بعملية التحضير لمؤتمر الرياض 2 الذي من شأنه توسيع قاعدة أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات.
وتشهد الاجتماعات نقاشات بين أعضاء “كتلة الائتلاف الوطني” و”هيئة التنسيق الوطنية”، حيث ترى الكتلة الأولى ضرورة في التمسك بمبادئ الثورة السورية وعلى رأسها رحيل بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي تشكل فيها حكومة كاملة الصلاحيات، في حين ترى الثانية ضرورة عدم وضع شروط مسبقة للتفاوض.
وتأتي تلك الاجتماعات قبيل انعقاد مؤتمر الرياض 2 الذي سيتم فيه مناقشة توسيع أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، وضم منصتي موسكو والقاهرة إلى وفد الهيئة في مفاوضات جنيف المرجح عقدها في تشرين القادم.
صدى الشام