لم تتوقع سارة وعائلتها المسيحية الأرثوذوكسية المكونة من 5 أفراد أن رحلة الهجرة التي بدأوا العمل عليها منذ سنوات إلى أميركا، ستنتهي بهذه الطريقة المروعة ويتم التعامل معهم في مطار فيلادلفيا كمجرمين.
فعندما أصدر ترامب قراره بمنع مواطني 7 دول إسلامية من دخول أميركا وكذلك منع استقبال اللاجئين السوريين كان هدفه منصباً على المسلمين، بينما قال إنه يريد تسهيل لجوء مسيحيي الشرق الأوسط في المقابل .
وكان قد أعلن عن تضامنه معهم عبر تغريدة قال فيها “المسيحيون في الشرق الأوسط” يقتلون بأعداد كبيرة لم يعد بإمكاننا السماح لهذا الرعب بأن يستمر”.
Christians in the Middle-East have been executed in large numbers. We cannot allow this horror to continue!
تغريدة الرئيس الأميركي جاءت بالتزامن مع إعلان مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عن استقباله لعائلة سارة “المسيحية الأرثوذوكسية” عائدة من الولايات المتحدة الأميركية بعد أن مُنعت من دخولها يوم الأحد 29 يناير/كانون ثاني 2017.
وكانت عائلة سارة غادرت مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت متّجهة إلى مطار فيلادلفيا عبر الدوحة بعد حصولها مؤخراً على حق الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودون حدوث أي مشكلات تذكر.
لكن أفراد العائلة وبحسب ما أفاد به صديق مقرّب منهم لـ”هافينغتون بوست عربي” فوجئوا بالإجراءات التي مورست بحقهم فور وصولهم.
في المطار عاملوهم كما يعامل المجرمون هكذا يقول “صديق العائلة”، فقد احتجزوهم لساعات قبل أن يعيدوهم على نفس الطائرة إلى الدوحة ومنها إلى بيروت رغم أنهم كانوا يحملون كافة التأشيرات والأوراق اللازمة.
الصديق أوضح بأن العائلة المنحدرة من منطقة باب شرقي في العاصمة السورية دمشق حاولت ولفترة طويلة الحصول على الهجرة أو اللجوء للولايات المتحدة الأميركية بسبب خوفهم على مصيرهم في سوريا خاصة مع استمرار الحرب التي تعيشها البلاد منذ سنوات، إضافة إلى كونهم من أتباع الديانة المسيحية ما سيعطيهم أفضلية في عملية اللجوء.
وكان الرئيس الأميركي قد أشار إلى أن وزيري الخارجية والأمن الوطني لهما أن يقررا بشكل مشترك السماح لبعض اللاجئين بالدخول “بما في ذلك عندما ينتمي الشخص إلى أقلية دينية تواجه الاضطهاد الديني في بلاده الأصلية”. حسب لوس أنجلس تايمز
ولكن يبدو أن قرار استثناء المسيحيين السوريين من قرار الحظر لا يعني بالضرورة منحهم تسهيلات تتعلق باللجوء والهجرة.
Our country needs strong borders and extreme vetting, NOW. Look what is happening all over Europe and, indeed, the world – a horrible mess!
الوضع لن يتغير
http://www.latimes.com/world/middleeast/la-fg-trump-christians-muslims-20170128-story.html
لطالما اعتاد السوريون وبغض النظر عن دينهم على الوقوف في طوابير طويلة في انتظار الحصول على التأشيرة الأميركية شبه المستحيلة هكذا يقول جورج أبو نصار 36 عاماً والمقيم في دمشق لـ”هافينغتون بوست عربي”.
وعن تعرض المسيحيين للقتل في الشرق الأوسط يجيب جورج إنه في الحرب لا تمييز في دين الضحية، يقول “نحن نتعرض مثل باقي السوريين لنتائج الحرب الدائرة في بلادنا ولا أعتقد بأن طائفة أو ديناً محدداً نجا من المأساة التي نعيشها”.
كيف ستفرق بين المسيحي والمسلم؟
ولكن بعد اقتراح ما يسميه المراقبون “اختباراً دينياً” لم يجب ترامب بعد عن السؤال الحاسم:
كيف يمكن للمرء التفريق بين المسلمين والمسيحيين؟، حسب تساؤل تقرير نشرته لوس أنجلس تايمز.
جميع البلدان التي يشملها حظر ترامب -إيران، والعراق، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا واليمن- بها أقليات مسيحية صغيرة، ولكنها مهمة.
وغالباً ما يكون تمييزهم ظاهرياً عن مواطنيهم من غير المسيحيين صعباً. الأسماء لا تفيد كثيراً. بعضها فقط، مثل محمد وأحمد ومصطفى توضح أن الشخص مسلم. أما الأسماء الأخرى، فهي لا تدل بالضرورة على ديانة صاحبها.
مستهدفون مثل المسلمين
وعلى الرغم من أنهم كانوا مستهدفين على وجه التحديد في عدد من المناطق التي يشكلون فيها أغلبية، مثل بعض مناطق العراق وسوريا، غالباً ما يعاني المسيحيون من نفس مصير جيرانهم المسلمين، والذين هم أنفسهم الضحايا الرئيسيين للجماعات المتطرفة التي تعيث فساداً في سوريا والعراق وليبيا .
مزاعم ترامب عن قبول الولايات المتحدة للاجئين من الشرق الأوسط لا تؤيدها الإحصاءات.
وفقاً لمركز بيو للأبحاث، قبلت الولايات المتحدة عدداً متساوياً تقريبا من اللاجئين المسيحيين والمسلمين في العام 2016. 37,521 من المسيحيين و38,901 من المسلمين.
في سوريا والعراق، انضم المسيحيون إلى طوفان اللاجئين الفارين من الحرب السياسية والطائفية الداخلية التي تعصف بمساحات واسعة من البلدين. مناطق الأقليات الدينية التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية تتحدث عن الفظائع التي يرتكبها المتطرفون.
في السنوات الأخيرة، صودرت منازل وشركات المسيحيين من قبل الجهاديين، بعد أن قاموا بكتابة حرف “ن” عليها (اختصاراً لكلمة “نصراني”) تحت لافتة كتب عليها “ملكية الدولة الإسلامية”.
وقال ثيو بادنوس، صحفي أميركي أسرته جبهة النصرة في عام 2012 وسجن لمدة سنتين “أنا أعرف بشكل عام أن “جبهة النصرة” تعتقد أن البابا مستعد لدفع المال لتحرير الرهائن المسيحيين من الأسر. إنهم واثقون تماماً من هذا”.
وقال بادنوس أنه من الشائع ألا يعامل المسيحيين بمثابة طبقة محمية على الإطلاق.
ولكن قبل الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 والاضطراب بسبب ما يسمى بالربيع العربي في عام 2011، كان المسيحيون بوجه عام على علاقة ودية مع المجتمعات الأخرى.
المصدر:هافينغتون بوست عربي