العرب عبدالله العلمي [نُشر في 2017/11/22، العدد: 10820، ص(9)]
إعلان المملكة العربية السعودية عن قائمة الـ40 إرهابيا حوثيا من قيادات وعناصر خططت ودعمت ونفذت الأنشطة الإجرامية دليل واضح على تورط طهران في سرقة أمن واستقرار اليمن (السعيد). في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي، طالبت السعودية بتحجيم النفوذ الإيراني الداعم “للحرامية” في المنطقة، مثل عصابة حزب الله في لبنان وشلة الحوثي في اليمن.
النظام الإيراني الدموي يستخدم حزب الله وحلفاءه لسرقة أمن واستقرار دول المنطقة. منذ جلوس ممثل المرشد الأعلى على كرسي الرئاسة في بعبدا، تحققت التوقعات بانحياز لبنان إلى عصابات ملالي طهران وذراعهم العسكرية (حزب الله). نعم هو نفسه حزب الله الذي عطل منصب الرئيس في لبنان لأكثر من عامين، ثم منح الكرسي لقمة سائغة لحليفه ميشيل عون.
كلنا نتذكر كيف عارض عون اتفاق الطائف عام 1989 بل واتهم كل من وافق على الاتفاق بالخيانة. عون كرر نفس الخطأ برفع مستوى اللهجة الرسمية اللبنانية، هذه المرة بنكتة احتجاز السعودية لرئيس الوزراء سعد الحريري. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رد الصاع صاعين، مؤكدا أن الحريري كان يعيش في السعودية برغبته وأن قرار عودته بيده.
الصورة واضحة والخطة الخبيثة تتكرر؛ هي نفسها إيران التي ارتبط بقاؤها بدعم الإرهاب وزرع الفتن الطائفية والمذهبية لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة. إيران حرضت حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج وهم مُحَمَلون بالمتفجرات. إيران فجرت أبراج الخبر، ومولت الهجوم في مدينة الجبيل الصناعية، وتورطت في تفجيرات الرياض.
طهران تستميت لتوسيع نفوذها من خلال عصابات الحشد الشعبي والحوثي وحزب الله و“زعران” الشام. حزب الله تورط في مؤامرات ضد السعودية واليمن والبحرين، إضافة إلى تلوث يديه بدماء الأطفال في سوريا. ميليشيات الحوثي هددت أمن وسلامة السعودية بـ80 صاروخا باليستيا، حتى المساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل في جنوب السعودية لم تسلم من مكر وخبث طهران.
لبنان الرسمي (صاحب كذبة احتجاز الحريري) أصبح مرتعا للصوص الغفلة وساحة مستباحة لتأسيس التنظيمات الإرهابية والعصابات. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وضع النقاط على الحروف الأسبوع الماضي، مؤكدا أن حزب الله اختطف النظام في لبنان، وإن لم تستطع الدولة اللبنانية تحجيم حزب الله الإرهابي، فإن ذلك يشكل خطرا وتهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها. أصبح معلوما للجميع أن “حارة حريك” باتت ولاية إيرانية وأن حزب الله (فرع الحرس الثوري الإيراني) يقوم بتهريب الأموال والمخدرات. أما اللبنانيون الشرفاء فلم يتنكروا لمواقف السعودية التي دعمت لبنان سياسيا واقتصاديا واستقبلت مئات ألوف اللبنانيين لتأمين فرص العمل لهم، بل وساعدت في عمليات الإنماء والإعمار بعد الحرب الأهلية في لبنان.
تحتضن الرياض اليوم الأربعاء اجتماع المعارضة السورية لتوحيد الصفوف والخروج برؤية موحدة. أمام العالم فرصة أخيرة للجم تدخل لصوص طهران وأذرعها الإرهابية في عدة مناطق في العالم. إعلان “الوزاري العربي” الأحد الماضي حزب الله منظمة إرهابية قرار طال انتظاره. المهم اتخاذ خطوات جادة كتخفيض التمثيل الدبلوماسي أو فرض عقوبات اقتصادية لتفعيل هذا القرار.
قائمة الأربعين (حراميا) حوثيا التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي هي بداية الطريق. القائمة لن تقتصر فقط على من سرق صنعاء، وعلى الذين يقبعون في جحور طهران ودمشق والضاحية الجنوبية وبعبدا وأماكن أخرى أن يتحسسوا كراسيهم أيضا قبل فوات الأوان.
عبد الله العلمي _ العرب اللندنية