التسمية قضية سرية ممنوع الدخول إليها، فيعتبر الحديث عن الخيانة الزوجية أمرا محرما, أو حتى البحث عن أسبابه, لأنها تعد جريمة تغير موازين المجتمع.
اليوم ومنذ بدء النزاع السوري أخذت جريمة الخيانة مكاناً لها بين أروقة المحاكم، رغم عدم وجود إحصائيات مؤكدة حول هذه القضايا، إلا أن الواقع يبين أنها تعدت المعقول، فمثل هذه القضايا تطرح على المحاكم وتنتهي بطلاق 90% منها.
أعلنت مصادر قضائية رسمية تابعة للنظام أن عدد حالات الدعاوي المتعلقة بالخيانة الزوجية في سورية بلغت نحو6 آلاف دعوى، أكثر من 2000دعوى في المحاكم العدلية بدمشق و ريفها، في حين سجلت حلب ما يزيد على 1000دعوى خيانة زوجية، وأعلنت المصادر ذاتها أن عدد الدعاوى المنظورة في اللاذقية بلغت أكثر من 200 دعوى وفي طرطوس 150، وفي عدلية حمص وصلت إلى 50، ومعظم هذه الدعاوى تنتهي بانفصال الطرفين.
قال محامي في محكمة دمشق العدلية لوسائل إعلامية موالية:” تزايدت حالات الخيانة الزوجية في سوريا بشكل عام، خاصة في دمشق بعد اندلاع الأحداث”.
وأضاف:” هناك نسب مجهولة فنحن نعلم فقط ما يدور داخل المحكمة، ولا نعرف ما يحدث خارج أروقة المحاكم فيوجد حالات خيانة زوجية وتلتزم الأسرة بالصمت خوفاً من الفضيحة”.
الأرقام الكبيرة في أعداد هكذا جرائم مفاجئة بالنسبة لطبيعة المجتمع السوري المحافظ، لكن من يشاهد أوضاع المدن الخاضعة لسيطرة قوات النظام وما وصلت إليه من انحلال أخلاقي, فالشوارع باتت مكاناً لإظهار سقوط القيم والأخلاق، وأصبحت مشاهد التعري عادية بالنسبة للمواطنين، إضافة لرؤية عناصر النظام برفقة فتيات في المقاصف والحدائق.
يقول سامر وهو أحد مواطني دمشق:” بعد بدء الحرب زاد الانفلات الأمني وغابت الرقابة، إضافة لعدم وجود ضوابط تمنع تفشي مثل هذه الظاهرة”.
ويضيف:” مظاهر الانحطاط الأخلاقي كانت موجودة لكن بنسب قليلة في سوريا قبل أعوام, أما اليوم أصبحت عادية, بعد قدوم آلاف الغرباء إلى العاصمة وعرض المسلسلات السورية القذرة التي روجت الفساد والعلاقات المحرمة”.
أشارت مصادر من داخل المحاكم الشرعية في دمشق، إلى أن الكثير من دعاوى الخيانة الزوجية، كان بسبب تعدد الزوجات دون علم زوجاتهم، وأكدوا أن أكثر من خمس حالات باليوم يتم تثبيت عقد محكمة لأزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة، ويكون العقد بزواج فتاة صغيرة على رجل يكبر والدها عمراً، بسبب فقدان الشباب وهجرة غالبيتهم إلى أوروبا.
تقول (و,ك) ابنة العشرين عاماً والتي تزوجت من رجل يبلغ من العمر 50 عاما:” أمي وأبي يعملون ليل نهار، لتأمين قوت العائلة، وأنا أريد أن أخفف المصروف عن والدي، حتى لو كان هذا تضحية لشبابي، فكثيرون من فقدوا شبابهم في الحرب، الظروف أجبرتني على مثل هذا الزواج”.
وأضافت:” بما أن الشباب سافروا لم يتبق عرسان في البلد”.
تعيش سوريا منذ أكثر من خمسة سنوات حرباً طاحنة أفرزت ظواهر لم يعتادها الشعب السوري قبل بدء الصراع وتشتت المجتمعات داخله.
المركز الصحفي السوري ـ آلاء هدلي