لم يتأخر الرد الروسي كثيرا بعيد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد أهداف تابعة لنظام الأسد في دمشق، حيث قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن قرار الولايات المتحدة بضرب أهداف تابعة للحكومة السورية “لن يمر دون عواقب”.
كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، “بأقصى درجات الحزم” الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وحليفتاها فرنسا وبريطانيا على منشآت للنظام السوري.
وقال الرئيس الروسي في بيان نشره الكرملين إن “روسيا تدين بأقصى درجات الحزم الهجوم على سوريا حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الإرهاب”.
وأعلن بوتين أن بلاده دعت إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي للبحث في “الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها” في سوريا.
وأوضح الكرملين أن الضربات الغربية نُفذت “من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وهي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة ومعايير ومبادئ القانون الدولي” وتشكل “عملا عدوانيا ضد دولة سيادية تقف في طليعة (الدول) المكافحة للإرهاب”.
وشنّت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا السبت ضربات منسّقة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بعد أسبوع على هجوم كيميائي نُسب إلى القوات الحكومية في السابع من أبريل على مدينة دوما التي كانت لا تزال خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.
وقال بوتين “الخبراء العسكريون الذين حضروا إلى مكان الحادث” الذي قال انه “من نسج الخيال”، “لم يجدوا أي أثر لاستخدام الكلور أو أية مادة سامة أخرى. ولم يؤكد أي من السكان المحليين الهجوم الكيميائي”.
واعتبر أن الغربيين أظهروا “ازدراء وقحا” بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي من المفترض أن تبدأ السبت تحقيقها في مدينة دوما، بتنفيذهم “عملية عسكرية من دون انتظار نتائج التحقيق”.
وأشار الكرملين إلى أن “الولايات المتحدة تفاقم بأعمالها، الكارثة الإنسانية في سوريا وتتسبب بالمعاناة بالنسبة للمدنيين وتقوّي الإرهابيين الذين يعاني منهم الشعب السوري منذ سبع سنوات، وتتسبب بموجة جديدة من النزوح”.
ومن جهته قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف على تويتر “يجري تنفيذ سيناريو معد سلفا. “مرة أخرى نتعرض لتهديدات .وقد حذرنا من أن مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب”.
وقال” إهانة رئيس روسيا أمر غير مقبول ومرفوض”. وأضاف أن “الولايات المتحدة التي تملك أكبر ترسانة أسلحة كيماوية في العالم ليس لها حق أخلاقي في إلقاء اللوم على دول أخرى”.
وأعلنت روسيا انها دعت الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي بعد الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على نظام دمشق في سوريا. وقال الكرملين في بيان ان “روسيا دعت الى اجتماع عاجل لمجلس الامن للبحث في الاعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها”.
فيما اعتبرت دمشق السبت أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في محيط دمشق ووسط البلاد تعد “انتهاكاً فاضحاً” للقانون الدولي، مشيرة إلى أن “مآله الفشل”.
ونشرت الرئاسة السورية تسجيل فيديو يظهر الرئيس بشار الأسد لدى وصوله لممارسة مهام عمله السبت بعد ساعات من ضربة قادتها الولايات المتحدة على سوريا ردا على هجوم كيماوي مشتبه به.
وصاحب الفيديو الذي نشر على حساب الرئاسة على تطبيق تليغرام تعليق يقول “صباح الصمود”. وظهر الأسد في الفيديو وهو يرتدي بذلة ورابطة عنق ويحمل حقيبة أوراق ويسير في مدخل رخامي لأحد المباني.
ولم يتحدث الأسد في الفيديو الذي بلغت مدته ثماني ثواني.
ونددت سوريا بـ”العدوان البربري الغاشم” على أراضيها بعد الضربات التي وجهتها واشنطن وباريس ولندن ضد مراكز ومقرات عسكرية فجر السبت.
وأوردت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية “سانا”، ان “توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سوريا.. يهدف أساساً الى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح اكاذيبهم وفبركاتهم”.
واعتبرت أن الضربات جاءت “نتيجة الشعور بالإحباط لفشل المشروع التآمري على سوريا ورداً على اندحار أدواتهم من التنظيمات الإرهابية أمام تقدم الجيش العربي السوري”.
واضافت “لن يكون مصير الأصلاء أفضل حالاً من الأدوات وإن الهزيمة والفشل والعار بانتظارهم”.
من جهتها، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان السبت “أن مثل هذه الاعتداءات لن تثني قواتنا المسلحة والقوات الرديفة عن الاستمرار في سحق ما تبقى من مجاميع إرهابية مسلحة على امتداد الجغرافية السورية”.
وأفادت بأن الضربات تمت “عبر إطلاق حوالي مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها” تصدت له الدفاعات الجوية “وأسقطت معظمها”.
المصدر:صحيفة العرب