إن أكثر ما يمثل السبب الرئيسي لما يحصل في درعا هو حالة التخبط الواضحة لدى الفصائل العسكرية وكان ذلك نتيجة ما حدث من قِبل الفصائل خلال الفترة التي سبقت العمليات العسكرية ضد درعا وعلى رأسها السير خلف التطمينات الدولية دون تحليل الموقف العسكري وأخذ الإحتياطات اللازمة في حال تغير رؤية الموقف الدولي فيما يخص الجنوب السوري .
الدخول في صراعات عسكرية استنزفت المعارضة السورية ولا سيما الصراع على النفوذ بين الفصائل والذي ترعاه دول إقليمية إضافةً لصراع عسكري مع داعش أدى بعدد كبير من الفصائل بحثاً عن الأموال للتوجه نحو العمل ضد داعش طمعاً بالأسلحة والمرتبات المالية مما أدى لتغير البوصلة العسكرية الخاصة بالصراع من صراع معارضة نظام إلى صراع معارضة معارضة .
وإن من أقرب الأسباب والتي تعتبر السبب القريب والمباشر لهذا السقوط المفاجئ يعود لوجود قوى تتنازع على بناء حلف سياسي مفاوض لروسيا حيث صرح أحد وجهاء درعا ;” بأنه عندما تم الإعلان في شهر يونيو عام 2017 خفض التصعيد في قمةروسيا عندها تم الإتفاق بين ترامب وبوتين على أن يُفوض الرئيس الروسي بذلك وحصل إجتماع آخر بين أمريكا وروسيا في الأردن وتم تجديد التفويض لروسيا من جديد من قِبل أمريكا وإسرائيل والأردن لإنهاء النزاع المسلّح في الجنوب ليبدأ بعد ذلك الحل السياسي في سوريا .أما ما حصل على الساحة الحورانية هو العروض المقدمة من روسيا لقوات المعارضة السورية والتي بائت بالرفض من جميع الأطياف العسكرية والميدانية وما أشعل فتيل العراك أو ما يسمى عدم التفاهم هو فكرة إنضمام الثوار للفيلق الخامس بقيادة أحد أبناءه على أن يكون قوة أمنية تابع لروسيا مباشرةً وليس للنظام السوري وهذا ما أدى لإحتدام المنافسة والصراع ما بين بشار الزعبي قائد جيش الثورة وأحمد العودة قائد شباب السنة بإستلام زمام قيادة الفيلق الخامس التابع لروسيا .وبينما كان الزعبي يستعجل الحل على أمل الوعود التي قطعتها عليه روسيا لإستلام قيادة الفيلق رجحت كفة أحمد العودا وحُسم الأمر لصالحه والذي تم تزكيته من قِبل قيادات ثوار درعا في الخارج وهذا ما أثار حفيظة الزعبي وكل ما حصل من إنسحابات وتسليم القرى وهذا السقوط المدوّي يُفسر في إطار هذا الخلاف والتسابق في التسلق إلى منصة قيادة الفيلق
يقول المثل العربي الشائع ” الضربة التي لا تقصم ظهر البعير تقويه ” فربما تكون هذه المعمعات وهذه التخبطات وخسران ما تم نيله هو نقطة الصفر لإنطلاق شرارة الثورة من جديد، فالسهم عندما ينطلق بقوة لابد أن يعود إلى الوراء . وهنا يجب التأكيد على أهمية شحذ الهمم ورفع المعنويات وزرع العزيمة والثقة في نفوس أبناء الثورة السورية من عسكريين وميدانيين لإستعادة هيبة الثورة والوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرات الخارجية وبتر أيادي المكر والطمع والمصالح التي تغلغلت مؤخراً ما بين صفوف الثورة المباركة .
المركز الصحفي السوري-ماجد الشيخ محمد