بقلم: رنا عبدالمجيد
بقدر ما أثارت تظاهرة 28/1/2016، للمقاومة الإيرانية ضد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لفرنسا، اهتمام وسائل الاعلام العالمية و أخذت مساحات واسعة من إهتمامها، فإن هذه التظاهرة قد لفتت أيضا نظر شعوب المنطقة عندما وجدت بإن المقاومة الايرانية وفي غمرة انهماكها و انشغالها بصراعها المرير ضد نظام الحکم القائم في طهران، فإنها لم تتوانى عن إتاحة المجال الکافي لاشتراك أبناء الجالية العربية في تلك التظاهرة و العمل سوية الى جانب أبناء الجالية الايرانية على فضح و إدانة ممارسات و سياسات طهران ضد الشعب الايراني و شعوب المنطقة.
المميز و الملفت للنظر في تلك التظاهرة إنها إتخذت من إنتهاکات حقوق الانسان و تصاعد الاعدامات الى جانب تدخلات طهران في المنطقة شعارا أساسيا للتظاهرة، مما عکس الماهية و البعد الانساني للمقاومة الايرانية ومن إنها وبقدر إنشغالها بالهم الوطني الايراني فإنها لم تهمل البعد و العمق الانساني لما يتعلق بالملف الايراني، ولذلك فلم يکن بغريب أبدا على المقاومة الايرانية أن تستفرد مساحة مميزة لأبناء الجالية العربية في سوريا و اليمن و غيرها من أجل الاشتراك و المساهمة في هذا النشاط السياسي المميز الفاضح لمارسات و أعمال النظام القائم في طهران.
المقاومة الايرانية التي تمثل آمال و تطلعات الشعب الايراني و التي أخذت على نفسها عهدا بإنقاذ الشعب الايراني و شعوب المنطقة من النظام القائم في طهران و الذي أذاق الشعب الايراني و شعوب المنطقة صنوف العذاب و المعاناة و المصائب و الويلات من جراء سياساته المشبوهة، کانت السباقة دوما لکشف و فضح المخططات المشبوهة لهذا النظام ليس ضد الشعب الايراني فحسب وانما ضد شعوب المنطقة برمتها أيضا، ذلك إن المقاومة الايرانية التي رفضت ومنذ البداية تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و إستهجنت التدخل؛ في شٶونها، فإنها إتبعت نهجا مغايرا تماما للنهج الرسمي المتبع من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية، نهج يٶکد على إيمانها العميق بالتعايش و التواصل السلمي بين الشعب الايراني و شعوب المنطقة.
تظاهرة باريس الضخمة أکدت بمنتهى الوضوح حقيقة الماهية و المعدن الانساني و النبيل للمقاومة الانسانية و التي جسدتها دائما و طوال الاعوام المنصرمة في کافة نشاطاتها و تحرکاتها المختلفة.