أوشك فصلٌ آخر من فصول الشتاء التي تعيشها مخيمات الشمال السوري والمهجرون هناك على الانتهاء، ورغم أن الشتاء لم ينته بعد لكن الأهالي يعتبرون صعوبته وأيامه القاسية قد ولت.
بحسب أسعار مواد التدفئة في أسواق محافظة إدلب اليوم السبت 19 شباط/فبراير بلغ سعر كيلو قشر الجوز 3.25 ليرة تركية، وقشر البندق 3.15 ليرة تركية للكيلو الواحد، في حين بلغ سعر كيلو البيرين 55 ليرة تركية للكيس، أما كيس البيرين التركي بلغ سعره 75 ليرة تركية.
في حين اشتكى الكثير من تضاعف أسعار القشور كقشر الفستق الحلبي ووصولها إلى أكثر من 230 دولار أمريكي للطن الواحد بعد منتصف هذا الشتاء وفقدان تلك المواد من السوق بشكل شبه كامل بعدما كانت متوفرة بكثرة بداية فصل الشتاء ويتراوح سعرها بين 120-130 دولاراً للطن الواحد.
وفي آخر تسعيرة لشركة وتد للبترول بلغ سعر اسطوانة الغاز المنزلية والتي يستخدمها الكثيرون في الحصول على الدفء 12 دولاراً، في حين سعّرت ليتر المازوت المستورد نوع أول ب 0.92 دولار، وليتر المازوت المكرر نوع أول 0.50 دولار، بينما ليتر المازوت المحسن ب 0.66 دولار.
أسعار لا تصدق وقلق لتأمين الدفء
يتحسرُ أبو عبدالرحمن المهجر من منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب إلى مخيمات النازحين في الشمال السوري على أيام مضت كان يدعوها بأيام الخير، تلك الأيام التي لم ينقص مستودعه من الحطب أيام ما كان في قريته كنصفرة، لكن اليوم باتَ يتحسرُ على عود الحطب وينفق ما يملك لشراء القليل منه لتأمين الدفء لعائلته.
يقول أبو عبدالرحمن “كنتُ أعمل في الأرضي الزراعية على تقليم الأشجار وتأمين الأخشاب اللازمة لفصل الشتاء، فنقوم أنا وأم عبدالرحمن بالجلوس لساعات طوال نكسرها لقطع صغيرة وننقلها للمستودع بعد تنشيفها، فتكفينا تلك العيدان طوال فصل الشتاء، ولم أذكر سنةً أنني قمت بشراء الحطب بأسعار عالية مثل الذي باتت عليه اليوم”.
أبو عبدالرحمن كغيره من المهجرين يعاني من صعوبات جمّة في فصل الشتاء، وعلى رأسها تأمين الدفء “بغض النظر عن كل المصاعب، واجهنا هذه السنة شتاءً قاسياً لا يزال بارداً حتى اليوم، إذ لا يزال الجو لا يحتمل ولم نستطع الاستغناء عن المدفأة، تلك المدفأة التي بتنا نحتار ماذا نشعل بها، من الحطب إلى البيرين والنايلون والملابس القديمة”.
شهد الشمال السوري مؤخراً منخفضات قطبية وتساقط للثلوج لأيام في عدد من المناطق الجبلية منها ريف عفرين الشمالي الغربي والذي تضررت على إثره عشرات المخيمات بشكل جزئي وكامل، في حين قال فريق “منسقو استجابة سوريا” أن عدد المخيمات المتضررة بفعل العواصف المطرية والثلجية في شهر كانون الثاني الفائت بلغ 311 مخيماً، تهدمت فيها 503 خيمة، وبلغ عدد الأفراد المتضررين 33 ألفا و 716 شخصا.
تقرير خبري/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع