بعد مرور5 أعوام على اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد لم تبقى فئة من الشعب السوري إلا ونالت نصيبها من الضرر والفقدان، و بالأخص الفئة المثقفة كالمعلمين فبينما يجهز النظام ويخطط للاحتفال بعيد المعلم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، هنالك الكثير من المعلمين الذين يقبعون تحت الحصار والقصف والدمار.
حيث ذكرت جريدة البعث الموالية للنظام يوم أمس الثلاثاء، أنه بمناسبة عيد المعلم العربي أصدرت وزارة التربية قراراً بتعطيل المدارس الرسمية والخاصة والمستولى عليها، وما في حكمها والمعاهد التابعة لوزارة التربية والإدارات الفرعية في المحافظات والإدارة المركزية، والمركز الوطني للمتميزين والهيئة العامة لأبنية التعليم والمؤسسة العامة للطباعة وفروعها في المحافظات، وذلك يوم الخميس القادم الواقع في السابع عشر من آذار الجاري.
ففي المناطق المحررة يوجد الكثير من المعلمين الحاصلين على شهادات عليا في التدريس ويملكون كفاءة ممتازة للتدريس قد تركوا مهنتهم ووجدوا لنفسهم صنعة أخرى، يستطيعون من خلالها تأمين قوتهم اليومي ولقمة عيشهم وذلك بسبب انقطاع راتبهم الشهري بعد تحرير مدنهم من قبل كتائب الثوار.
خالد مدرس لمادة الفيزياء من ريف حماة الشمالي يقول: ” بعد تحرير قريتنا من قبل كتائب الثوار نزحنا لمناطق أكثر أمانا منها وبعد أن خفف النظام قصفه على القرية عدنا لها، لكني لم أعد كمدرس فقد افترشت بسطة لبيع المحروقات وذلك بسبب خوفي من الذهاب لمناطق النظام. ”
ولعل خالد قام باتخاذ الخطوة الصحيحة بعدم ذهابه إلى مناطق سيطرة النظام، فكثيرون هم المعلمون الذين ذهبوا إلى مناطق النظام لتقاضي راتبهم الشهري كحماة، لكنهم لم يعودا بعد أن اعتقلهم قوات النظام بشتى أنواع التهم فتواجدهم بالمناطق المحررة تهمة بحد ذاتها.
أم أحمد زوجة قصي مدرس اللغة الانكليزية تحكي معاناتها فتقول: ” بعد تحرير مدينة ادلب من قبل جيش الفتح لم يستطع زوجي قصي قبض راتبه لعدة أشهر، وعندما بدأ بعض المدرسين بالذهاب إلى مدينة حماة وقبض الرواتب تشجع وقرر الذهاب معهم، ولكن الحظ لم يحالفنا فقد قامت قوات النظام باعتقاله على أحد الحواجز المؤدية إلى حماة بتهمة التعامل مع المسلحين ولم نسمع عنه أي خبر بعدها. ”
وفي وقت سابق أصدر محافظ ادلب قرارا يقضي بإجبار الموظفين على الذهاب إلى مناطق سيطرته كحماة، ويداوم هناك حتى يقبض راتبه الشهري أو يتم فصله عن الوظيفة وشمل هذا القرار المدرسين طبعا، ليضاف إلى قائمة المشاكل التي يواجهها المدرسون في المناطق المحررة.
ويقول أحمد مدرس اللغة العربية من مدينة ادلب: ” بعد قرار محافظ ادلب خير الدين السيد الموالي للنظام الأخير، أصبحنا في وضع لا نحسد عليه فإن بقينا هنا سوف نحرم من وظيفتنا وبالتالي سينقطع رزقنا، وإن ذهبنا لمدينة حماة سوف نضع ثلاثة أرباع الراتب للمواصلات ونتهم بالتعامل مع النظام. ”
قصف ودمار وخوف يومي من شبح الموت الذي يلاحق أرواح السوريين، ومن المعلمين من تحمل تلك الأعباء وتوجب عله البقاء وتحمل المشقة والعناء، ولكن البعض الآخر قرر الهجرة للدول الأوربية بحثا عن ظروف معيشية أفضال وتقدير لمهنة التعليم.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري