ظهر على وسائل التواصل صدًى كبير لتنصيب “دونالد ترامب” رئيسا لأمريكا يوازي صداه على الأرض، إذ تداول نشطاء إعلاميون مقاطع للتظاهرات التي اندلعت ضد ترامب أثناء الحفل وانطلقت بعد انتهائه، ألقى فيها المتظاهرون قبعة تحمل شعار حملة ترامب “لنجعل أميركا عظمى مرة أخرى” بين ألسنة اللهب.
مع توقع السلطات لمشاركة نحو 400 ألف متظاهرة جاءت “تظاهرة مليون امرأة” تحت شعارات تتعلق بالدفاع عن حقوق المرأة؛ كون حقوق المرأة جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان، لكن بالأساس جاءت تلك المظاهرة فعلا جماهيريا عمليا لانتخاب الرئيس الأميركي الجديد.
بالطبع كما جرت العادة “الفيسبوك” أكثر الأماكن شهرة للتواصل الاجتماعي، وقد غدا للتواصل الاجتماعي والسياسي في ظل التطور الكبير في وسائل الميديا، والدعوات للتظاهر حيث تمت الدعوات من خلاله للتظاهر، ولم تقتصر التظاهرة على الناشطات فحسب: بل تعدت إلى النساء المقيمات في العاصمة ومجموعات كبيرة تمثل الأقليات والمهاجرين من تنظيمات يسارية ومنظمات حقوقية متنوعة.
أما المفارقة الواضحة فقد باتت ظاهرةً أمام الجميع؛ حيثُ إن الشوارع التي غصت بالمتظاهرين كانت تغص بالأمس بأنصار “ترامب” وهم يحتفلون بتنصيبه على عرش أميركا.
فلو قارنا بين المشهدين، أيهما أكثر حشداً؟
تظهر أهمية هذا السؤال في أن الحشود في الشوارع تدل على التغيير الواضح؛ للتكهن بأن شعبية ترامب لا تتجاوز 40% لحظة دخوله البيت الأبيض.
بينما الرئيس السابق كان له الشعبية الأكثر حضوراً على الأرض الأميركية ولحظة مغادرته للبيت الأبيض كان 60% من شعبيته المعلن عنها حاضرة في وداعه، بالطبع تلك الدلالات تظهر قلة الجماهير المؤيدة لترامب.
أما في لندن فقد علت أصوات المتظاهرين أيضاً بتجمع كبير، وكانت جمعيات حقوقية عدة دعت مسبقاً للظهور في دول أخرى؛ للمناداة بالحريات والمساواة والتأكيد على الحقوق الأساسية والقيم الإيجابية التي يعتبرها المنظمون مهددة، من قبل الإدارة الأميركية الجديدة.. وجاء إعلان منظمات هذه التظاهرات، للإشارة إلى أن حوالي 300 “مسيرة شقيقة” في مدن أخرى في الولايات المتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلس وسياتل ستجري للأسباب نفسها.
عداك عن آلاف الرجال والنساء خرجوا في سلسلة التجمعات والتظاهرات؛ تعبيراً أيضاً عن احتجاجهم على الازدراء الذي عبّر عنه ترامب إزاء النساء، في سيدني وأستراليا عامة.
أما عن السؤال الذي جاء مباشرة بعد تغريدة “هيلاري كلينتون”، المنافسة الديمقراطية السابقة لترامب، في خطابها للمتظاهرين “شكراً لأنكم تحركتم وعبرتم عن موقفكم من أجل قيمنا، ما زلت أؤمن بأننا أقوى”، فهل سيظهر تحريض نسائي آخر في الأيام المستقبلية من بداية حكم لرئيس بات عليه مواجه التحديات الداخلية قبل الخارجية في أولى خطواته في البيت الأبيض؟