جمهورية مصر العربية البلد المغرق في القدم، بلاد الحضارات والفراعنة، أم الدنيا، أرض الكنانة، هبة النيل، وتطول الألقاب .. ثمانون مليون نسمة التعداد السكاني، منهم 17عشر مليونا يقطنون العاصمة القاهرة.
نهر النيل أحد أطول أنهار العالم وأعظمها على مر العصور. قناة السويس أهم ممر موجود في العالم ليربط الشمال بالجنوب ويدمج الشرق بالغرب، وكميات من الحديد والنفط والغاز ليست بالكبيرة لكنها موجودة.
وللسياحة مع جمال الطبيعة في “الغردقة وشرم الشيخ والإسكندرية” حديث ذو شجون …هذه هي مصر والسؤال الآن ما الذي يمنع المصريين من الثورة على واقعهم الحالي المرير؟!.
بعد ثلاثة قرون ونيف من حكم حسني مبارك، وما كان فيها من استبداد وقمع وفقر وقلة وتسول وعمالة للغرب و… ثار المصريون تيمنا بالربيع العربي الذي افتتحته تونس في الخامس والعشرين من يناير لعام 2011. وذهب كبيرهم وصغيرهم للشوارع يهتفون ملأ الحناجر “الشعب يريد إسقاط النظام” فما كان من النظام الذي اعتاد على الاستخفاف بدم شعبه إلا أن واجه الأمور بالقوة، فملأت مركباته العسكرية أنحاء الشوارع وبدأ بمهاجمة المتظاهرين السلميين، وارتفع سقف المطالب عند الشعب فأصبح يصدح “الشعب يريد إعدام الرئيس”…وانتهت الأزمة بانتصار إرادة الشعب، وحصلت انتخابات نزيهة وانتصرت الشرعية بغض النظر عن الحزب والانتماء، فالوضع لم يرق للدوائر الاستعمارية فكان الانقلاب العسكري من وزير الدفاع “محمد السيسي” ومنذ ذلك الوقت عادت (حليمة لعادتها القديمة) فالقيادة المصرية تمارس العمالة دون خجل أو وجل من دعم النظام المجرم في سوريا، الى إغلاق معبر رفح بوجه دواء وغذاء الشعب الفلسطيني …والأسوأ من ذلك، هو ما يجري على الصعيد الداخلي والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد، والتي يعمل السيسي وحكومته على حلها على حساب الشعب المصري، فبدأ بتعويم العملة وانتهى برفع الدعم عن رغيف الخبز مروراً برفع أسعار المحروقات والكهرباء والمواصلات وغيرها …حتى وصلت المهزلة بأن السيسي نصب نفسه مفتياّ للديار المصرية، فحرم إنجاب أكثر من 4أولاد !
إذاً ماذا ينتظر المصريون لإطلاق ثورة جديدة؟ .. يعود السؤال من جديد هل تجربة الشعب السوري هي السبب؟ هل بات المواطن العربي يهان في لقمة عيشه وعدد أطفاله ويجد السكوت والخنوع للطواغيت ومن يديرهم أهون من المصير الأسود الذي عاشه ومازال الشعب السوري؟؟ سؤال يستحق التأمل.
المركز الصحفي السوري_ شاديا الراعي