تعتبر مدينة حماة رابع أكبر مدينة في سورية, من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب وحمص, تقع المدينة على نهر العاصي وتبعد عن العاصمة دمشق 210 كم شمالا وتعتبر مركزا لمحافظة حماة.
شهدت حماة ثلاث ثورات على حكم البعث, كانت الأولى في شهر نيسان من العام 1964, والمرة الثانية كانت في أوائل الثمانينات من القرن الماضي, المرة الثالثة كانت ضمن أحداث الثورة السورية حيث خرج أهالي حماة في أول مظاهرة في منطقة الحاضر نصرة لأطفال درعا في جمعة العزة, يوم 25-3-2011, ثم أخذت المظاهرات بالازدياد تدريجيا مع تجاوز الأهالي لخوفهم من تكرار ويلات الثمانينات.
في يوم “الجمعة العظيمة”, بتاريخ 22-4-2011, سقط أول شهيدين في مدينة حماة وهما “أمير طقم”, و”صهيب سوتل”, وفي اليوم التالي خرجت مظاهرة كبيرة في تشييع الشهيدين مطالبة بسقوط الأسد والقصاص للشهداء.
ثم بدأ أهالي حماة بتنظيم أنفسهم والتظاهر بأعداد كبيرة نقلت الثورة السورية إلى مرحلة جديدة من المظاهرات الحاشدة, حيث توجَّه بتاريخ 3-6-2011, مئات الآلاف من المتظاهرين من أهالي حماة وريفها إلى ساحة العاصي في مدينة حماة في جمعة أطلق عليها الناشطون أسم “جمعة أطفال الحرية”, وقد هتفوا فيها للكرامة والحرية, فقامت قوات الأمن والشبيحة بارتكاب مجزرة بإطلاق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين مما أدى لسقوط عدد من الشهداء بينهم أطفال, بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
في جمعة “ارحل” بتاريخ 1-7-2011, خرجت مظاهرة مطالبة بالتغيير السياسي, حيث اجتمع ما يقارب نصف مليون متظاهر في ساحة العاصي, وأخذوا يرددون أناشيد “ابراهيم قاشوش” الثورية الحماسية المناوئة للنظام والتي تهتف بإسقاط بشار الأسد وشقيقه ماهر وحزب البعث, وقد قام النظام باعتقال “القاشوش”, ابن حماة الذي سميَّ “بلبل الثورة السورية”, وانتزاع حنجرته ورمي جثته على ضفاف العاصي.
وفي تاريخ 31-7-2011, قامت قوات النظام مدعومة بالدبابات باقتحام المدينة من أربعة محاور, ورافقت الدبابات مجموعات كبيرة من الشبيحة من القرى الموالية, وقد أسفر هذا الاقتحام عن استعادة السيطرة على المدينة بعد تنفيذ خطة العصيان المدني, وسقوط عدد من الشهداء بينهم نساء وأطفال.
شدَّدت قوات النظام حصارها على المدينة وقطعت الكهرباء والاتصالات, كما دمَّرت عدة أحياء فيها كحي “مشاع الأربعين” الذي دمرته بالكامل بحجة كونه حيا مخالفا من العشوائيات, ونتيجة للتضييق الشديد على المدنيين فقد اضطر عناصر الجيش الحر إلى الانسحاب من المدينة والخروج إلى ريفها, وليقوم النظام بعد ذلك باقتحام حي باب قبلي في شهر آذار من العام 2012 آخر الأحياء الثائرة بالمدينة, وبذلك أصبحت جميع أحياء المدينة تحت سيطرة النظام.
اشتهرت حماة بالأهازيج الثورية التي انتقلت إلى بقية المحافظات وسميت “بالقاشوشيات”, ومن أشهرها ” بالله ارحل يا بشار” و”سورية بدها حرية”و كما ألف الموسيقار السوري الثائر مالك الجندلي ابن حمص سيمفونية “القاشوش”.
المركز الصحفي السوري – فادي أبو الجود
مدن ثائرة – مجلة الحدث