أعلن المجلس المحلي لمدينة دوما اليوم الأربعاء 7 / فبراير ، أن المناطق الشمالية والغربية من مدينة دوما هي مناطق منكوبة بالكامل جراء استهدافها بالقصف لليوم التسعين على التوالي ، مما أدى إلى نزوح أكثر من 4000 عائلة منها باتجاه المناطق الأكثر أمناً ضمن المدينة ، وسط افتقار تام للمسكن والمأوى مع استمرار القصف الجوي والمدفعي .
وجاء في البيان الذي أصدره المجلس أن مدينة دوما تعرضت لحملة شرسة من قبل نظام الأسد بلغت أوجها يوم أمس الثلاثاء 6 / فبراير ، حيث تم استهداف المدينة بعشرات الغارات وصواريخ الأرض أرض وقذائف الهاون ، مما أدى إلى استشهاد 33 مدنياً أكثر من نصفهم نساء وأطفال ، فيما يزال هناك عالقين تحت الأنقاض .
وأضاف البيان أن القصف طال الخدمات الأساسية في المدينة مما أدى إلى توقف الكثير من الخدمات وخروج سبع مدارس عن الخدمة بالإضافة إلى خمس مساجد و أكثر من 1100 منزل، وأن أكثر من 3000 عائلة تبحث عن مأوى في الأحياء الأخرى والتي تعرضت للقصف لاحقاً . وبناءاً على ما سبق فإننا نعلن أن الأحياء الشمالية والغربية من المدينة هي أحياء منكوبة بالكامل .
فيما تعرضت مدن وبلدات أخرى داخل الغوطة لتصعيد مستمر خلف عشرات الجرحى ، حيث ارتكبت طائرات النظام السوري مجازر مروعة في كل من مدن حموريا وعربين وحرستا وبيت سوى ومديرا ومسرابا ، و ترافق هذا التصعيد مع هجوم موسع نفذته قوات النظام على مواقع المعارضة السورية في كل من حرستا وعربين وحوش الضواهرة تمكن الثوار خلالها من صد الهجوم وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .
من جانب آخر أكد الأستاذ “فراس المرحوم” مدير مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية في الغوطة الشرقية أنه وفقاً للتقارير الدورية التي تصدرها الهيئة عن الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية فإنّ 10400 عائلة بحاجة إلى تدخل إنساني عاجل أي ما يقارب 12.6% من اجمالي تعداد أهالي الغوطة هم منكوبين على جميع المستويات بسبب حملة التصعيد التي شهدتها الغوطة خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
حيث بلغ عدد الشهداء (بحسب التقارير الشهرية الصادرة عن الهيئة) منذ بداية العام 206 شهيد بينهم 53 طفل و35 امرأة بالإضافة إلى متطوعين اثنين من كوادر الدفاع المدني أما عدد الجرحى فقد بلغ عددهم 915 جريح بينهم 227 طفل و221 امرأة و5 متطوعين من الدفاع المدني. إضافة إلى ارتقاء أكثر من 150 شهيداً و إصابة أكثر من 400 مدني في العشر الأول من شهر شباط بسبب زيادة حدّة التصعيد بشكل مخيف.
و قد سجلت جهات تعليمية رسمية تعرض المدارس لاستهداف كبير جراء التصعيد مما أدى لدمار 34 مدرسة بشكل جزئي و11 مدرسة بشكل كلي وخروجها عن الخدمة، كما بلغ عدد الشهداء من الطلاب والكادر التدريسي 10 شهداء في حين بلغ عدد الجرحى منهم 16 جريح.
وبدوره أكّد الأستاذ “فراس” أن أهم الاحتياجات العاجلة التي تقيّمها الهيئة هي تقديم استجابة عاجلة في قطاعات الأمن الغذائي و الإيواء و الحاجات الغير غذائية من حقائب صحية وملابس شتوية لآلاف العوائل التي خسرت منازلها إما بسبب تدميرها بشكل كامل أو بسبب اضطرارهم للنزوح باتجاه داخل الغوطة نتيجة اشتداد التصعيد على مناطق سكنهم.
وأضاف : “إننا في هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية IHR نحثّ جميع الجهات الدولية والمانحين على التعاطي بجديّة وتفاعل أكبر مع الوضع الإنساني الكارثي في الغوطة الشرقية و العمل على إنقاذ الإنسانية فيها بشكل عاجل، حيث زاد التصعيد الأمني مع الحصار المطبق المستمر لأكثر من خمسة سنوات من تدهور الأوضاع المعيشية لأكثر من 360 ألف نسمة يقطنون الغوطة الشرقية المحاصرة .”
وكشف الأستاذ “فراس” عن أن الهيئة تعمل حالياً من خلال مشاريعها الحالية على تقديم الدعم باللباس الشتوي و البطانيات للعائلات المقيمة في الأقبية في عدة بلدات وتقديم الدعم الغذائي للمتضررين فيها لكن التغطية تبقى اقل بكثير من الاستجابة المطلوبة حتى الآن.
محمد ياسر – المركز الصحفي السوري