“إنّ وصف جيل الهواتف الذكية ليس مبالغًا فيه، بكونه على حافة أسوأ أزمة جسدية وصحية مستمرة منذ عقود”
هذا ما قالته عالمة النفس الأمريكية ” جين توينغ” في كتابها ” I Gen”، مما سلط الضوء على أضرار الهواتف الذكية المتعددة والتي أصبح أهمها مؤخرًا ظاهرة الإدمان الذكي أو كما سماها بعض الباحثين :” متلازمة الهاتف الذكي”. وفيما يأتي نقاط أربع رئيسية قد تشارك في وضعها الكتير من الباحثين والمؤلفين في محاولة لعلاج هذه ” المتلازمة “.
قيّم الوضع الراهن
إن إعادة النظر في العلاقات الأسرية والاجتماعية قد يبين تأثير الهواتف الذكية عليها كما يبرز أثرها على الأداء المهني، وهذا الوعي يفتح المجال لتعديل المسار وتصحيح الأخطاء، كما حدث مع السيدة ” دولسي كاولينغ ” البريطانية التي أعلنت في عيد الميلاد لهذه السنة أنها استبدلت هاتفها الذكي بجهاز قديم من نوع (Nokia)، وذلك بعد تأثرها الشديد بعد نزهة قامت بها برفقة ابنتها الصغرى، حيث وجدت أن جميع الآباء والأمهات كانوا منغمسين في هواتفهم لا يبالون بأطفالهم، فقررت حينها ألا تكون أمًّا هكذا.
غيّر العادات
تخلص من العادات القديمة المرتبطة بهاتفك، فامسح بعض التطبيقات التي تستهلك وقتًا، و قم بتحميل حاجب للتطبيقات.
بدّل عادة إدخال الهاتف الذكي إلى غرفة الطعام، أو في وجود جلسة عائلية قم بإبعاده، ولنوم أفضل اتركه خارج الغرفة، ففي عام 2020 نشرت مجلة ” بلس ون” دراسة أفادت أن تجنب استخدام الهاتف قبل النوم بمقدار 30 دقيقة أدى إلى تحسن عام في جودة النوم.
حفّز الدماغ
إن الاستخدام المطول للأجهزة الذكية يؤثر سلبًا على صحة الدماغ لهذا لابد من التعافي أولًا وذلك من خلال العديد من الطرق كتمارين اليقظة الذهنية، أو ألعاب العقل أو ممارسة التأمل، ويمكن البدء في تنمية هواية ما، كما قد تكون القراءة أولى خياراتك باعتبارها الأشيع والأنفع للكثيرين، ولقد ذكرت دراسة في مجلة ” Neuroimage”: أن القراءة قد تحدث تغييرات ملموسة في بنية الدماغ، وأظهرت أن القراء الماهرين يمتلكون مناطق دماغية ذات فعالية أكبر مرتبطة باللغة والأصوات بشكل خاص”.
فكّ الالتزام
في هذا اليوم انفصل عن هاتفك لمدة 24 ساعة أو ربما أكثر، اكتب ملخصًا عن مشاعرك وأفكارك وأفعالك، عن محاولاتك للتقليل من الإدمان، مارس هوايات، اجلس مع العائلة ولا تستسلم للوقت أبدًا. وتذكر دائمًا ما قالته ” كاثرين برايس في فصلها الأخير من كتاب ( كيف تقطع علاقتك بهاتفك) : ” لا تندهش إذا شعرت بأنك سريع الغضب، أو قليل الصبر، أو مغمورًا بموجة من الضيق. أنت تتخلص من السموم.”
أوردت صحيفةThe New York Times في 7 من أغسطس الماضي في تقرير لها أن منطقة لوس أنجلوس المتحدة للمدارس أعلنت حظر استخدام الهواتف الذكية ضمن الفصول الدراسية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها كهيئة حكومية على مستوى العالم.
ليتبادر للأذهان سؤال: هل يستطيع المدمن أن يعالج نفسه أم أننا بتنا نحتاج إلى سلطة عليا؟