العالم بـ أجمعه جالس يشاهد يوم التنصيب الذي أقيم بعدد محدود وبدعوات خاصة على خلاف ما جرت العادة بسبب دوامة الأحداث التي حدثت في الانتخابات والشغب الذي حصل قبل بضعة أيام من يوم التنصيب. وبينما عيون العالم على تنصيب الرئيس المنتخب ونائبته كامالا, يلفت الأنظار رجل جالس بهدوء واضعا ساق فوق أخرى ويرتدي قفازات منقوشة ومحاكة يدويا ببساطة, ويصبح هو الحديث المتصدر لأيام بعدها.
تفاعل العالم مع الموقف الطريف حين كان “بارني ساندرز”, السياسي الأمريكي عضو مجلس الشيوخ ومرشح الحزب الديمقراطي لمنصب رئيس الولايات المتحدة في عامي 2016 و 2020، جالسا بسلام في حفل التنصيب يحاول أن يبقي نفسه دافئا، كما وضح حين سألته الصحافة عن موقفه، مرتديا قفازات مصنوعة يدويا من قبل معلمة مدرسة، والتي انهالت عليها طلبات الشراء بعد أن ضج الإنترنت بصور “بارني” مركبة على صور أخرى بطريقة مضحكة وعلى شكل ملصقات على منصات التواصل الاجتماعي، ليتحول بهذا إلى سبب لضحكات الكثيرين.
ما دفع العالم للتفاعل بشكل رئيسي هو تميزه عن الأناقة الفاخرة بين الحاضرين أجمع، نظرا لضخامة وأهمية الحدث, ببساطته, وتعابيره التي توحي بشيء من اللامبالاة.
استغل “بارني” هذا التفاعل وأطلق مشروع خيري يبيع سترات عليها صورته المنتشرة, لجمع التبرعات لجمعية تعنى بتأمين وجبات طعام لناس حالاتهم حرجة تحت سن الستين, مما ترك تفاعلا إيجابيا كبيرا أيضا على توتير.
الصور المركبة على الإنترنت أظهرت بارني تارة في اللوحات المعروفة القديمة, وتارة في مشاهد من العديد من الأفلام, وتارة في نكات معروفة سابقة أيضا, وغيرها.
تشكل الميمز أو نكات الصور التعبيرية جزءا مهما من ثقافة الإنترنت الغربية. بإمكان أي موقف أن يتحول إلى نكتة تنتشر على الإنترنت في كل أنحاء العالم, وتجعل من الشخص مشهورا, إن لم يكن كذلك. الموضوع يعمل بطريقة مدهشة وببساطة, يبدأ بتداول الصورة بين المقربين ربما وتكبر الدائرة والانتشار فتوضع في مختلف السياقات وتركب على مختلف الصور وتوضع مختلف التعليقات عليها وقد تتحول لملصقات وصور متحركة gif.
و بالطبع الأمر ليس بعيد عنا، حتى أنه بدأ بالانتشار في مجتمعاتنا, خصوصا بعد تحديث تطبيق الواتس أب للملصقات. وإن دل هذا على شيء فهو أن الناس تقدر المرح والمزاح, ولاشك أنه طريقة للتغلب على هموم الحياة حتى أنه جيد للصحة.
بيان آغا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع