أسرّةٌ.. مرضى.. وأجهزةٌ تعمل دون توقفٍ، أمضى مصطفى سنوات حياته في المستشفى وخرج منها محمولاً على الأكتاف.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
تروي فاطمة قصة مرض ابن عمها ومعاناته, مع الفشل الكلوي الذي سرقه في عمر الــ 20عاماً، “كان مصطفى فتىً شديد الاحترام يحمل بين أضلعه قلباً أبيض، طيباً بكل ما تعنيه الكلمة”.
“يعمل مصطفى في الحياكة منذ ١٢ من عمره ليساند عائلته, وبعد عامٍ من عمله ظهرت عليه علامات التعب، كان يكابر على نفسه كيلا يقلق والديه, إلا أن أتعبه المرض فذهب وأجرى الفحوصات ليتبيّن إصابته بــ “الفشل الكلوي”، ليقضي حياته بين أسرة المستشفيات”.
“بدأ بجلساتٍ أسبوعيةٍ لغسيل الكلى وتحمّل ألم الجلسات, ليمضي ٧ سنوات في محاربة مرضه, الذي يأكل من جسده وقوته, حتى بدأ يضعف شيئاً فشيئاً, وبرزت عظامه ورقّ جلده حتى ظهرت عروقه بشكلٍ واضحٍ، وغارت عيناه ليحفّهما السواد, شحب وجهه، بدّل الداء وجهه الجميل بوجهٍ تعبٍ وارهاقٍ وآلامٍ لا تنتهي”.
تستذكر قائلة: ” تدهورت حالته الصحية واشتد مرضه وألمه ليسرع والده به إلى المستشفى, وبعد الفحوصات الطبية أخبرهم الطبيب بأن لا منجىً له سوى بزرع كليةٍ في أسرع وقتٍ، ومن دون تفكيرٍ خضع والده للتحاليل اللازمة عازماً على تقديم كليته لابنه”.
حُدد موعد عملية مصطفى ووالده بعد قضائه يومين في المستشفى، ليأتي اليوم الموعود.. بكت القلوب مع العيون عندما استفقنا على خبر وفاته, صاحب القلب الطيب، انفطر قلب والدته من البكاء, ولسان والده في عزاء ابنه يردد “لو طلب قلبي لقدمته كي يعيش” وملامح القهر والحزن لا تفارقه”.
رحل مصطفى تاركاً خلفه كل ذكرى جميلةٍ وطيبةٍ كان قد زرعها بين أطفالٍ وكبار, … ليرحل الإنسان ويبقى طيب الأثر والذكر لا يموت.
بقلم : فاطمة براء
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع