“الحياة قد تتعثر ولكنها لا تتوقف والأمل قد يختفي لكنه لا يموت والفرص تضيع لكنها لن تنتهي” كلمات بدأت بها سوسن قصتها والدموع أغرقت عينيها، زوجها المعتقل في سجون الأسد وأطفالها الثلاثة الذين لم يسمعوا صوت أبيهم منذ سنوات و طفلها الصغير الذي بلغ من العمر خمس سنوات و الذي لم يعرف وجه أبيه.
تنتمي سوسن للطائفة العلوية بينما زوجها من الطائفة السنية، عاركت أهلها وقطعت علاقتها بهم لتتزوجه، تقول سوسن:”اعتقل زوجي بتهمة التفجيرات ومساعدة الإرهابيين منذ خمسة أعوام بعد اجتياح النظام لحي الرمل الجنوبي باللاذقية بتاريخ 14 أغسطس 2011″.
في 10يونيو2011 حشد النظام السوري قواته وظهرت البوارج البحرية على شاطئ الرمل الجنوبي لأول مرة لإخماد المظاهرات والحراك السلمي التي كان كان مطلعها في 18 مارس آذار 2011 في حي “الصليبة”، الأمر الذي أربك قوات النظام السوري خوفاً على معقله “محافظة اللاذقية” فاستخدم أبشع الوسائل ضدهم.
تكمل سوسن:” أنا مجبرة أن أكمل مسيرتي في تربية أطفالي وأعمل ليلا نهارا كي لا أحتاج أحد بعد أن تخلى أهلي وإخوتي عني بسبب زواجي وأنا بحاجة المال لأسدد تكلفة المحامي الذي تكفل بقضية زوجي، فقد أمن لي لقاء معه أول اعتقاله لكن شكله مخيف لأن الجوع والألم أنهك جسده عندما علم النظام أنني علوية وزوجي سني بدأوا بإهانتي أكثر وسمعت كلاماً لم أسمعه من قبل، لم أرغب بزيارته خوفاً منهم وخوفاً عليه، لأن المحامي أخبرني أنه يعذب أضعاف عذابه بعد زيارة أهله له”.
حيث أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش بتقرير لها في أواخر ديسمبر 2015 أن أكثر من 215 ألف معتقل في سجون النظام ، كما أكد أن السجون تفتقر لكل الإمكانات الصحية والطبية، والمعتقلون يستعمل ضدهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي بشكل يومي.
سوسن التي خرجت من بيتها لعدم إمكانية دفع أجرته تعيش في بيت أهل زوجها و تتزاحم مشاعرها مع كلماتها محاولة أن تكمل قصتها تقول: “ماتت أمه بحسرة رؤيته وضمه لصدرها لأنه أكبر أولادها، وأبوه الذي يحاول أن يكون أباً وأخاً وجداً وعماً لهؤلاء الأطفال، كانوا متماسكين ومصرين على إكمال طريقهم لأنهم يعيشون في قلب النظام وأية كلمة منهم ستودي بحياتهم جميعاً”.
يكمل والده الحديث والدموع تغرق عينيه :” ولدي مات تحت التعذيب هذا ما عرفناه أخيراً من مصادر داخل سجون النظام وعندما ذهبت للتأكد هاجمني أحد العساكر بالتهم والشتائم كما تلقيت تهديدات منهم” ، يمسح الأب دموعه ويكمل :” يتحدثون عن حلول سلمية لكننا لا نراها ، ما ذنب ذلك الطفل الذي لا ينام إلا أن يكرر ذات الأسئلة كل يوم “ماما تأخر بابا علينا ماما أيمت رح يرجع” .
أكثر من 20ألف مفقود في سجون الأسد و حوالي 13 ألف آخرين ماتوا تحت التعذيب حسب منظمة حقوق الإنسان لعام 2015 .
المركز الصحفي السوري ـ رزان مرهف