حلب – « القدس العربي»: القصف الإسرائيلي الأخير ليس الأول من نوعه في سوريا، ولكنه الأول من حيث طبيعة الموقع المستهدف، فقد استهدفت طائرات حربية إسرائيلية فجر الثلاثاء موقعاً عسكرياً للنظام مخصصاً لإطلاق الصواريخ البالستية، بالقرب من مدينة القطيفة (40 كلم شمال دمشق).
وفي التفاصيل، أكدت مصادر لـ»القدس العربي» تعرض اللواء «155» لضربات إسرائيلية، اللواء الذي يعتبر بمثابة الذراع الطويلة للنظام السوري، الأمر الذي أكده النظام السوري، زاعماً في بيان عسكري إصابة دفاعاته الجوية لإحدى الطائرات المهاجمة. وفي معرض سؤاله عن أسباب القصف، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده لديها سياسة لمنع استخدام الأراضي السورية من قبل إيران لنقـل أسلحـة عالية الجـودة إلى حـزب الله اللبنانـي.
وحسب المحلل العسكري الأردني اللواء فايز الدويري، فإن الضربات الأخيرة، رغم أهميتها، إلا أنها ليست الأخطر التي تعرض لها النظام السوري.
وأشار في تصريحات لـ»القدس العربي» إلى أن النظام استخدم اللواء «155» كمنصة لاستهداف المناطق الخارجة عن سيطرته بالصواريخ الروسية الصنع من طراز «سكود». واستدرك الدويري قائلاً، لكن إسرائيل لم تستهدف هذا اللواء في السابق، كونها لم تر فيه هدفاً استراتيجياً.
وبشأن الأسباب التي دفعت إلى استهداف اللواء مؤخراً، رجح الدويري أن يكون سبب ذلك رصد إسرائيل لتحركات غير طبيعية داخل اللواء ما جعل من استهدافه أمراً لا بد منه.
وأوضح أن الخطوط الحمراء الإسرائيلية التي تحدد طبيعة الأهداف التي يجب التعامل معها، هي المتعلقة بوصول السلاح إلى حزب الله، وخصوصاً الصواريخ.
وقال الدويري، على ما يبدو أن معلومات استخباراتية وصلت لإسرائيل تشير إلى احتمال نقل صواريخ من اللواء إلى الأراضي اللبنانية.
و تساءل الخبير العسكري العميد أحمد رحال عن التوقيت لشن إسرائيل لهذه الهجمات على اللواء «155»، وأضاف في حديث مع «القدس العربي « أن «إسرائيل تدرك أن النظام لم يعد بحاجة إلى هذه الصواريخ كما كان مع بداية الثورة، ولذلك فإن احتمال تسليمها لحزب الله بات احتمالًا أكبر من السابق».
وفي الشأن ذاته، كشف رحال عن وجود خط إيراني لإنتاج صواريخ داخل اللواء «155»، وقال «المرجح أن يكون هذا سبباً آخر لاستهداف هذا الموقع».
يذكر أنه سبق هذا القصف عدة ضربات وجهتها طائرات إسرائيلية لمواقع عسكرية وأنظمة رادار ومخازن ذخائر قيل أن بعضها تابع للحرس الثوري الإيراني، وكان آخرها الخميس الماضي، حيث استهدفت المقاتلات الإسرائيلية مواقع للنظام في جبل قاسيون.