“لحافهم السماء”؛ هذا حال السوريين الفاريين من درعا

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقرير اليوم اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه موجة النزوح التي شردت الآلاف من السوريين ممن فروا من درعا عقب الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام على المنطقة  حيث باتوا يفترشون الصحراء ويلتحفون السماء وسط ظروف إنسانية متردية يقاسونها في العراء.

 

 

استهلت الصحيفة تقريرها، أن أم سليمان و أطفالها ينامون تحت سقيفة صغيرة يتشاركونها مع 5 عائلات أخرى سورية وهم على بعد كيلو متر واحد من الحدود الأردنية، حيث أن حوالي 20 شخص محتشدون تحت تلك السقيفة في جو حار تملأه الحشرات وأم سليمان قلقة من العقارب التي تخرج ليلا.

وتابعت الصحيفة أن أم سليمان وأبناؤها فروا من منزلهم في حي طريق السد الخاضع لسيطرة الثوار في درعا منذ  بضعة أيام مذعورين تحت جنح الظلام بأقدام حافية.

 

وأضافت الصحيفة، أن أم سليمان وعائلتها  غادروا منزلهم ضمن موجة نزوح من السوريين الفاريين من الجنوب السوري خلال الأسبوع الفائت عقب قصف جوي متواصل من قبل حلفاء رأس النظام السوري بشار الأسد، وقد علمت أم سليمان أن ساعة الرحيل قد دقت لدى سماعها صوت قذائف الفيل المألوف تماما لها والذي يشبه صوت الرعد، فالأسلحة بحسب شهود عيان يتم استخدامها ضد الأحياء المدنية في الجنوب الغربي لسوريا.

وقالت الصحيفة، أن درعا من المفترض أن تكون مستثناة من القتال لكونها مشمولة ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد المعلن في تموز الفائت وبوساطة  كل من الأردن  والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا،  إلا أن الهدنة بدأت تنهار الشهر الفائت لدى استهداف قوات النظام لمنطقة خاضعة لسيطرة الثوار في المحافظة.

 

وأشارت الصحيفة أن الغارات الجوية والقصف المدفعي في الأيام العشر الفائتة راح ضحيتها  أكثر من 200 مدني من بينهم 17 امرأة و 19 طفل.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل القصف المتواصل للنظام وحليفه الروسي على جيب الثوار، فعلى أهالي درعا الاختيار بين الفرار أو الاحتماء في منازلهم. “الوضع لا يستوعبه عقل والناس حائرون بين إبقاء أعينهم على السماء لمراقبة المقاتلات الحربية أو استقلال السيارة ومغادرة المنطقة”، وذلك بحسب ما أفادت به الناشطة المحلية إسراء الرفاعي بعد فرارها مع عائلتها إلى مدينة نصيب التي يسيطر عليها الثوار.

وأفادت الصحيفة أن استعادة هذا الجزء من سوريا المحاذي لحدود إسرائيل والأردن يعد انتصار استراتيجيا و رمزيا بالنسبة لنظام الأسد لكون درعا مهد الثورة الثورية وبؤرة المظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 والتي أطلقت العنان للحرب التي تدور منذ سبع سنين.

 

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الحملة العسكرية على درعا منذ انطلاقها في 19 من حزيران دفعت أكثر من 52 ألف شخص باتجاه مناطق المعارضة جنوب درعا والقنيطرة بحسب إحصاءات صاردة عن الأمم المتحدة. والأردن التي تستضيف بما يقدر 1.3 مليون لاجئ سوري صرحت بأنه لا يمكنها الآن استيعاب أي من النازحين المشردين قرب حدودها الشمالية.

اختتمت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن معظم العائلات النازحة تنام في الطرقات وبساتين الزيتون حيث يفترشون الأرض ويلتحفون  السماء، و تقدر الأمم المتحدة أن 750 ألف مدني في الجنوب الغربي لسوريا في خطر محذرة من أن درعا من الممكن أن تكون سيناريو مكرر للكارثة الإنسانية التي وقعت في الغوطة الشرقية مطلع العام.

رابط المقال الأصلي

ترجمة صباح نجم

المركز الصحفي السوري

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist