بيمنا يستعد الملايين لمتابعة كأس العالم وبينما تستعد روسيا لتشيد الملاعب والفنادق وغيرها من مستلزمات الاستضافة، تقوم طائرتها وقواتها في سوريا بإراقة دماء السوريين وتدمير منازلهم والقضاء على مقومات الحياة.
نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا وثق الجرائم الروسية في سوريا منذ تدخلها عسكريا في 30/أيلول/2015 تضمن التقرير توثيق حصيلة أبرز الانتهاكات حيث بلغ عدد الضحايا ما لا يقل عن 6133 مدنيا بينهم 1761 طفلا، 661 سيدة، إضافة إلى ارتكاب ما يزيد عن 317 مجزرة، وأكثر من 939 حالة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 167 على منشآت طبية و 140 على مساجد و 55 على أسواق.
روسيا أنقذت نظام الأسد من السقوط
لا يخفى على أحد إنقاذ روسيا لنظام الأسد عبر تدخلها عسكريا في وقت كان نظام الأسد يفقد السيطرة على المدن والبلدات في مختلف أنحاء سوريا، لتأتي روسيا وتزج بقوتها لدعمه في سبيل قتل المدنيين وتدمير منازلهم وتهجيرهم، وشاركت بشكل غير مباشر أو مباشر في هجمات كيميائية على المدنيين، فضلا عن استخدامها أسلحة عنقودية وفوسفورية وغيرها من المحرمة دوليا.
يضاف إلى ذلك الوقوف إلى جانب النظام ساسيا ومنع أي قرار يدينه أو يضعفه، في مجلس الأمن الدولي، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) 12 مرة منذ بدء الثورة السورية، وهذا ما أعطى النظام حصانة لزيادة أعمال العنف والقتل والتهجير للشعب السوري.
جرائم روسيا موثقة بالتفصيل
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها امتلاكها قاعدة بيانات موسعة وتفصيلة لجميع الحوادث والضحايا على يد القوات الروسية مع مختلف التفاصيل، ومنها استهداف المشافي والمساجد والأسواق الشعبية، ومسح بلدات بالكامل في غوطة دمشق.
حيث انتهكت روسيا أحكام القانون الإنساني الدولي العرفي والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق بالحياة، وأن تلك الهجمات العشوائية ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت الأركان كافة، حسب تقرير الشبكة.
مطالبة مجلس الأمن برفع الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية
طالبت الشبكة في تقريرها بإحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية ومحاسبة جميع المتورطين بما فيهم النظام الروسي والإيراني، بعد أن ثبت تورطهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا، وإحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤلية حماية المدنيين وتوسيع العقوبات لتشمل النظام الروسي والسوري والإيراني المتورطين بارتكاب جرائم حرب بشكل مباشر ضد الإنسانية ضد الشعب السوري.
النظام الروسي مكانه خلف القضبان ليس منظم لكأس العالم
مع كل تلك الجرائم لا يمكن لنظام مثل هذا أن يكون منظم لكأس العالم إنما مكانه خلف القضبان، فمن يحرم الأطفال والنساء والشيوخ الحياة في سوريا لا يستحق الحياة، ومن يقف أمام حريتهم لا يستحق أن ينعم بالحرية، ويجب محاسبته على جرائمه.
حملة في الاتحاد الأوروبي لمقاطعة مونديال روسيا
ناشد 60 نائبا من أصل 750، حكومات الاتحاد الأوربي بمقاطعة كأس العالم المقرر في روسيا، ويأتي ذاك احتجاجا على سياسة بوتين الذي يستخف بالقيم الأوربية.
وبحسب عريضة قدمها الأعضاء الستون، فإنهم يطالبون بالاحتجاج على تنظيم المونديال في روسيا وبأنهم يدافعون عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية والسلام، كمان أن روسيا تقوم باستهداف المشافي والمدارس وتهجير السوريين قسريا في سوريا، بحسب مانشرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية.
يذكر؛ أن العائلة الحاكمة في بريطانيا أعلنت مقاطعتها للبطولة على خلفية قضية العقيد السابق سكريبال وتسميمه، حيث تتهم بريطانيا روسيا بأنها وراء هذه العملية.
المونديال فرصة للتذكير بجرائم روسيا في سوريا
في هذا الوقت يجب تذكير العالم بالجرائم الروسية بحق الشعب السوري واستخدامه الأسلحة المتطورة والمتنوعة المحرمة دوليا، والتي ساهمت بتهجير 2.5 مليون سوري قسريا، فضلا عن تدمير المنازل والمنشآت الخدمية، ومنها المشافي والمعامل ومحطات توليد الطاقة وغيرها.
أكثر من 7 سنوات من عمر الثورة السورية ولم يتمكن المجتمع الدولي والعالم من وضع حد لنظام الأسد وحلفائه ووقف آلة القتل والدمار التي تفتك بالشعب السوري بشكل يومي، وبهذا تعتبر القوانين الدولية التي تتحدث عن حقوق الإنسان حبر على ورق في سوريا، ووصمة عار على جبين المجتمع الدولي بأكمله الذي ما زال عاجزا عن اتخاذ أي إجراء يحمي المدنيين في سوريا.
المركز الصحفي السوري _ إبراهيم الإسماعيل