وقعت قطر ممثلةً بــ “صندوق قطر للتنمية” منذ عدّة أيام، مذكرة تفاهم مع المملكة المتحدة ممثلة بــ “وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث” لدعم تعليم الأطفال وتلبية الاحتياجات الشاملة لهم في شمال غرب سوريا.
أفاد موقع “صندوق قطر للتنمية” بأنّ نائب مدير عام المشاريع التنموية في صندوق قطر للتنمية “مسفر الشهواني” وقع مذكرة التفاهم مع رئيس فريق سوريا المعني بالحماية الإنسانية والإنعاش المبكر “ماريا ويارد” ممثلة عن وزارة الخارجية البريطانية، وشؤون الكومنولث.
تهدف الاتفاقية إلى تأمين الموارد الهامة التي تساعد على ضمان استدامة العملية التعليمية، والحفاظ عليها وتوفير استثمار مستدام يساعد الأطفال والمعلمين ويساهم في تحسين ظروفهم المعيشية.
سوف يشمل الدعم بحسب المصدر قرابة 130 ألف طفل وحوالي 11 ألفاً و683 معلماً ضمن ما يقارب 435 مدرسة في محافظتي إدلب وحلب شمال غرب سوريا.
وقال الشهواني أنّ دولة قطر تعهدت في السنوات الخمس الماضية بالتزامها بأكثر من 500 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناتجة عن الأزمة السورية، مضيفاً أنّ الدعم سيكون لمن كانوا سيحرمون من التعليم في منتصف العام الدراسي بسبب نقص الموارد المادية.
ومن جهته صرّح سفير المملكة المتحدة في قطر “جون ويلكس” أنّ قرابة ثلث أطفال سوريا لا يزالون خارج المدارس، بعد أكثر من 10 سنوات من الأزمة السورية التي عطّلت التعليم، وأعاقت الفرص المتاحة للأطفال، مشيراً إلى أنّ هذه الاتفاقية ستحسّن آفاق التعليم وتوفر جلسات تعليم القراءة والكتابة والحساب ١للأطفال في سوريا.
وعلّق سفير قطر في المملكة المتحدة “يوسف بن علي الخاطر” أنّ قطر والمملكة المتحدة تدركان تماماً أهمية وضع الأجيال القادمة في سوريا، وسوف تساعد تلك المبادرة على جلب الأمل والمعرفة والقدرة على الصمود للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة في سوريا.
في ذات السياق دعمت دولة قطر القطّاع الطبي من خلال عدد من المشاريع التي شملت كافة مناطق الشمال والشمال الشرقي السوري فقامت بتقديم التوعية المجتمعية والعلاج والدعم النفسي في تلك المناطق ووزعت كراسي متحركة على المحتاجين لها, إضافة إلى دعم التعليم الطبي من خلال إنشاء مدرسة التمريض والقبالة، ومركز تركيب أطراف صناعية وعلاج فيزيائي.
تهدف قطر إلى تحسين وصول المستفيدين المقيمين والنازحين للخدمات الطبية الأساسية والمتخصصة في جميع المناطق المستهدفة في الشمال السوري، ورفع الوعي الصحي والمساهمة في التصدي لوباء فيروس كورونا، من خلال اتباع التوصيات العالمية ودعم المنشآت والعاملين فيها.
يذكر أنّ قرابة مليونين ونصف المليون طفل سوري بحسب تقارير الأمم المتحدة خارج المدرسة و6.8 مليون طفل في سوريا مصنفون على أنّهم بحاجة إلى مساعدة تعليمية.
تجدر الإشارة إلى أنّ سوريا دخلت عامها العاشر من الصراع الذي يزيد من معاناة الشعب السوري ويسبب له التشرد والفقر والعنف تحت وطأة قصف طائرات النظام وحليفه الروسي وخاصة مع انتشار وباء كورونا المستجد وضعف القطاع الصحي في المنطقة.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع