تجنّبت الوكالة الرسمية “سانا” نشر صورة لقالب حلوى (جاتو) وهو يُقطَّع بيد مفتي البلاد أحمد بدر الدين حسون ومستشارة رئيس النظام بثينة شعبان، ورئيس وزرائه وائل الحلقي، ووزير دفاعه فهد جاسم الفريج، ورئيس مجلس نوابه جهاد اللحام، داخل مبنى السفارة الإيرانية بدمشق، احتفالاً من مقطّعي الحلوى بثورة إيران الـ37 في حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة بهذه المناسبة.
واكتفت الوكالة الرسمية، أمس الأربعاء، بنشر صورة عادية تجمع الأسماء المشار إليها، ما خلا صورة المفتي التي لم تظهر في الصورة الجماعية الرسمية، وبدون قالب الحلوى الذي لم تنشره الوكالة، تجنباً منها للحرج الذي يمكن أن يحدثه اجتماع أركان نظام الأسد حول قالب حلوى لتقطيعه، بوجوه ضاحكة وتسابقٍ لوضع الأيدي على السكين التي ستقطع الحلوى قبل تقديمها للحاضرين، في الوقت الذي تمر فيه بلادهم بأكبر مأساة شهدتها عبر تاريخها.
إلا أن وسائل إعلام قريبة من النظام السوري، نشرت اليوم الخميس، صورة لقالب الحلوى الذي وضعت عليه صورة للعلم الإيراني، وجمع حوله تقريباً أغلب أركان النظام السوري، واضعين يدهم على السكين التي تقطع قالب الحلوى، ابتهاجاً وفرحاً بالعيد الـ37 للثورة في إيران.
وقالت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري إن الاحتفال الذي أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية في دمشق، شارك فيه “كبار مسؤولي الدولة”.
أما الوكالة الرسمية “سانا” فقد نقلت قول رئيس الوزراء السوري بهذه المناسبة، إن إيران “قلعة مقاومة للمشاريع المعدة لها من قبل إسرائيل وأميركا”. مشيداً “بصبر وحكمة” القادة الإيرانيين.
يأتي حضور أغلب وجوه النظام السوري إلى السفارة الإيرانية للاحتفال بثورة الأخيرة، في ظل غضب شعبي واسع في الشارع الموالي لرئيس النظام السوري، بعد مقتل أكثر من 100 عنصر وضابط في عملية واحدة بـ”تل الصوان” في الغوطة، والتي أثارت حنق العسكريين والأهالي إلى الدرجة التي طالب فيها البعض بـ”إعدام الخونة”.
فقد أكدت مصادر من الشارع الموالي للأسد، أن عملية “تل الصوان” راح فيها أكثر من 100 قتيل ما بين ضباط وعناصر جيش النظام، الأمر الذي دفع بصفحات موالية للمطالبة بـ”إعدام الخونة” على حد قولها، مشيرة إلى أن اللواء علي عباس الذي كان يقود العملية رفض التريث بـ”الاقتحام” واتهم المترددين بأنهم “طابور خامس”، وهددهم بالمحاكمة العسكرية، لتنتهي العملية بأكثر من 100 قتيل من جيش الأسد.