مازال تدفق الإيرانيين إلى سوريا ودفعهم من قبل قياداتهم مستمرا؛ بحجة مساندة نظام بشار الأسد للقضاء على الإرهاب، وأن قدومهم إلى سوريا هو دفاع عن أهل البيت لكن مع تأزم الحرب وازدياد مرارتها يوما بعد يوم للأهل في سوريا، فإنها حرب موقدة في أراضيها، ولا بد لمن يشارك فيها بأن يحرق يديه بتلك النيران، وينال نصيبا من الآلام، يأتي الإيرانيون للقتال في سوريا ويعودون إليها في توابيت وصناديق صفراء إلى اللبنان، وخضراء وحمراء إلى إيران، يعودون جثثا هامدة بلا نصر ولا تحقيق ما سافروا من إيران إلى سوريا لأجله، وها هو العميد “حسين همداني” يلقى حتفه في حلب بعد أن جاء بحجة “حبه أهل البيت والسيدة زينب”.
ألقى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” خطابا في ذكرى مقتله تخليدا له، فأكد سليماني في ذكرى التخليد “أن شبابنا اليوم يرتدون ملابس عزاء الإمام الحسن وهي عادة جيدة جدا، وهي التي تجعلنا ننتصر على الدوام”.. ماهذا؟ وما هذه العقيدة العفنة؟! بماذا يعتقد الإيرانيون ولماذا يخلدون أمواتهم ويحاربون على أرض ليست لهم جاؤوا للمساندة في القتل والدمار وقتل المزيد من المواطنين الأبرياء؟ ما من سبب واضح إلا الجانب السياسي والأطماع الاستعمارية دونك عن الأفكار الفارسية القديمة ببناء إمبراطورية فارس وإعادة أمجادها.
“أبو عمر” أحد سكان مدينة حلب ترك بيته ومزرعته ومعمل الراحة الذي كان يديره ويدر عليه مبلغا من المال، كل ذلك بقي خلفه ومضى أبو عمر نازحا إلى خيام لا ترد بردا ولا تحمي من حر الشمس خوفا من قتل لا مهرب منه يوم دخلت ميليشيات إيرانية على حيّه في منطقة الشيخ سعيد في المدينة، التقيناه في بساتين الرمان ناصبا خيمته التي لم يعد يمتلك غيرها، حدثنا عن مشاعره عند مشاهدته قتلى إيرانيين جثثا هامدة بصوت ملؤه الشعور بالثأر، قائلا لعل أولئك الإيرانيين عندما جاؤوا إلى سوريا ظنوا أنهم سيعيشون في نعيم وترف، وأنهم سيقاتلون بأسلحة قوية تجعلهم يسيطرون على أرض ليست لهم ونسوا أنهم “كما تدين تدان” و”من أبكاك سيجد من يبكيه”.. فلترحل جثثهم إلى أهلهم؛ لتكون شاهدا على “من ضرك سيضره الله يوما”.
وبيد هادئة تربت على كتفه من صديق يشاركه الرأي قائلا “هذه هدايانا لقاداتهم فهم يقصفوننا بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة ويساندون نظام ظالم لا يقل عن ظلمهم شيئا، ونحن لا نملك سوى شبابنا المدافع عن أرض الأجداد وقلوبا تتمنى الموت لمن طمع في امتلاك ما ليس له”.
ومع خطاب سليماني الذي يرى أن بشار الأسد استكمالا لمسرة والده في موقفه الداعم لإيران حين رفض حافظ الأسد مقترح العاهل السعودي الملك عبدالله بمقاطعة إيران مقابل دعمه من قبل السعودية وإن هذا الموقف تجدد مع الابن، وفي إشارة منه إلى أن سوريا هي البلد الوحيد الذي وقف بجانب إيران ضد العراق رغم أن تلك المرحلة كانت فيها الدول العربية يدعمون صدام حسين واليوم كما يقول سليماني بأنهم يردّون مواقفهم ويدعمون سوريا وبشار الأسد ضد الإرهابيين على حد تعبيره وطبعا لسان حال الإيرانيين يقول لولا تدخلنا وتدخل قادتنا في سوريا لسقط نظام بشار من همداني إلى سليماني.. قادة يتلوا بعضهم بعضا في المساندة لنظام فقد الشرعية تزداد الحرب الدامية في سوريا وتتعمق الجراح وكأن سوريا شوكة بين الأيادي يتناقلونها لكن أطماعهم بأحلام وردية في الأراضي السورية تجعلهم يتحملون الشوك.
ومع موت همداني الذي كان أهم قادة حرب ال8 سنوات بين العراق وإيران وتخليد قاسم سليماني له في خطابه الأخير يبقى السؤال المحير للسوريين:
هل باتت سوريا المحور الرئيسي للطامعين الإيرانيين أم أن هناك الكثير من أمثالهم؟
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد