“أعطني خبزاً ومسرحا أعطيك شعباً مثقفا” هكذا تقول الحكمة الشهيرة، لطالما كان المسرح هو مرآة تعكس حالة المجتمعات وتعبر عن قضاياها وآلامها.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
جرى يوم أمس السبت 27 آذار/مارس، عرض مسرحي من تنفيذ فرقة حلم للفنون المسرحية وهي فرقة تطوعية تم إنشاؤها حديثاً بعد أن كانت باسم فرقة بيدق، والعمل كان بعنوان “تحت الصفر” عن نص جرافات لا تعرف الحزن “لقاسم مطرود” سينوغرافيا وإخراج “إبراهيم سرميني”.
تم عرض العمل على خشبة المركز الثقافي العربي في مدينة إدلب واستمر قرابة الساعة دمج فيه المخرج إبراهيم سرميني رؤيته لحال المعتقلين مع تقنيات النص الأساسية، وكان واضحاً الاستخدام المميز للمؤثرات السينوغرافيا ومحاكاه واقع المعتقلين في سجون النظام.
مراسلنا حضر العرض المسرحي وكان له بعض اللقاءات مع الجمهور الحضور. “محمد خواجة” طالب في كلية الطب قال: بعد أن شاهد العرض “كان عرض مميز جعلنا نندمج بشكل كبير في أحداث القصة وكان مميز جداً إشراك طفل موهوب في العمل “.
أما “خالد حمدات” وهو مهجر من دير الزور وعاشق للمسرح “كما يقول” فقد خصنا بلقاء قصير قال فيه: “خطوة جميلة رؤية هكذا أعمال مسرحية بين الفينة والأخرى لا يمكن للمجتمعات أن تنهض بدون المسرح والفن، ولا يمكن لك أن تقارع محتل أو مستبد بدون سلاح الفن”.
أما مخرج العمل الأستاذ إبراهيم سرميني فقد كتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك واصفاً العمل بالقول:
“للأحرار رغم قضبان سجونهم…
للباقين على قيد الحلم رغم سوط سجانهم…
للأحياء ألفا وإن ظن الطاغوت عبثا أنه اغتالهم…
لحياتهم الدائمة بين الذكرى والأمل في أرواحنا المثقلة بغيابهم…
ما زالت هدهدة أمهاتهم ممزوجة بدعاء باكي لا تغادر بيتا من بيوتنا…
ما زال أطفالهم يكبرون للغد…
ما زال النداء حيا ينادي لحريتهم وحريتنا ما حيينا…
نقدم ما استطاع عجزنا إليهم سبيلا… العرض المسرحي تحت الصفر…”
ولا يخفى على أحد صعوبة العمل المسرحي في الشمال السوري وخصوصاً، بسبب انعدام البنية التحتية للعمل المسرحي فحسب صفحة المركز الثقافي في إدلب لا يزال المسرح الكبير في المركز يفتقر للكثير من مقومات العمل من خلال معدات صوت بسيط وقدرات إضاءة متواضعة جداً تحد وتقلل من نوعية أي عمل يتم عرضه على خشبة ذلك المسرح.
بعض العاملين في الحقل المسرحي يقولون: إن الوضع الأمني الخاص لمحافظة إدلب وتعرضها المستمر لتحرشات النظام أدت لضعف العمل الفني وانخفاض مستواه الفني، رغم أن الإقبال كبير جداً من قبل الأهالي على أي عمل مسرحي يحصل في إدلب، إذ إن المدرجات تمتلئ عن أخرها وكأن الناس في تعطش كبير لهذا نشاطات فنية.
كما بدأنا تقريرنا نعود لنذكر ونقول “أعطني خبزاً ومسرحا أعطيك شعباً مثقفا” الفن هو غذاء الروح، والبشر بحاجة له كحاجتهم للطعام والشراب تماماً، ولا بد من دعم هذا القطاع للنهوض بالمجتمع من جديد.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
بقلم ضياء عسود