يصادف اليوم 20 حزيران وهو يوم اللاجئ العالمي، وتم تخصيص هذا اليوم لاستعراض هموم ومعاناة اللاجئين من مختلف الدول وتسليط الضوء على المشاكل التي قد تعترضهم في رحلة لجوئهم، وتقديم الدعم بكافة أشكاله والتعاطف معهم.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن “عدد الأشخاص الذين شردتهم الصراعات قد وصل الى أعلى مستوياته على الاطلاق”، حيث بلغ نحو 65.3 مليون شخصا مع نهاية عام 2015، أي بزيادة 5 مليون شخص خلال عام واحد، و نصف هؤلاء اللاجئين من سوريا وأفغانستان والصومال.
لعل الهدف من هذا اليوم تذكير العالم بوجود اللاجئين وزيادة الوعي العالمي، وهنا يبرز دور الفنانين العالميين والشخصيات المشهورة التي تقوم بالترويج لهذا اليوم، ونشرهم عبارات ومقاطع فيديو على صفحاتهم الشخصية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كافة يبدون خلالها تعاطفهم مع اللاجئين، ويدعون لدعمهم.
دانيا لاجئة في ألمانيا تقول :” معظم السوريين يكرهون هذا اليوم، فهو يذكرهم بأوجاعهم وبمعاناتهم، نحن لانريد احتفالات ولا أن تذكرونا بيوم وتنسون قضيتنا بقية الأيام، نريد منكم أن توقفوا الحرب في بلادنا، نريد منكم أن تحاسبوا النظام المجرم على مايقوم به من تشريد وتعذيب وقصف، ألم تسألوا أنفسكم لماذا قررنا ترك بلادنا واللجوء إليكم؟، نريد العودة لبلدنا والعيش بكرامة فوق ترابه، كفاكم ادعاء أنكم تهتمون لأمرنا”.
هربوا من حياة الحرب والرعب بحثا عن حياة تتسم بالأمان والسلام المفقودين في سوريا، إلا أن معظم السوريين الذين خاضوا تجربة اللجوء وبالأخص إلى الدول الأوروبية واجهوا صعوبات لم تكن في الحسبان، فجميع تلك الوعود والأحلام الوردية التي رسموها في مخيلتهم تلاشت عند وصولهم.
مهند من مدينة ادلب يروي لنا معاناته في السويد :” مضى على لجوئي في السويد عامين وحصلت على الإقامة، إلا أنني وحتى هذه اللحظة أعيش في الكامب في غرفة مع 5 أشخاص، ويبررون ذلك بأنهم يواجهون أزمة سكن حيث أنهم يدفعون مايقارب 70% من إيجار البيت في حال حصلت عليه”.
ويضيف مهند :” نفتقر في حياتنا هنا للخصوصية والراحة، فلا يمكننا أن نعيش كما يحلو لنا وعلينا الالتزام بمواعيد الطعام والنوم، فلا فرق بيننا وبين من يعيش في سجن، وجميع أصدقائي في الكامب يشعرون بالندم فقد جاذفنا بحياتنا وتحملنا مشاق الغربة لنعيش هنا تحت رحمتهم وعلى هواهم، ومعظمنا بحيرة من أمرنا هل نبقى هنا ونرضى بما قسمه الله لنا، أم نعود لبلدنا ونعيش تحت رحمة صواريخ النظام وبراميله المتفجرة؟”.
في يوم اللاجئ العالمي لايتأمل السوريون استعراضا لمعاناتهم أو مناشدات لحل قضاياهم فقد سئموا الخطابات البالية التي لاتجدي نفعا، وفقدوا الأمل من مؤتمراتكم، يريدون ولو لمرة أن يتحد العالم والعرب على وجه الخصوص لوقف حمام الدماء في سوريتهم الجريحة كي يعودوا إليها بسلام ليكونوا سوريين وليس لاجئين.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد