تدفع الظروف القاهرة التي تواجه كثيراً من الناس حول العالم إلى الهجرة الاضطرارية أو الطوعية خارج البلاد.
في ظل السطوة القمعية لنظام الأسد وحلفائه، ذاق الشعب السوري خلال سنوات ثورته المتّقدة ويلات الحرب. التي تنوعت بين القتل والاعتقال والحصار والهجرة، أو التهجير بشكل أدق، مشردةً الآلاف داخل سوريا وخارجها.
في اليوم العالمي للهجرة والمهاجرين، ينتشر في بقاع العالم مئات الآلاف من السوريين ممن لم يجدوا خلاصاً من رحى حرب النظام ضد الشعب وظروف البلاد القاسية سوى الفرار من البلاد.
كما في كل عام، يحيي العالم، اليوم الجمعة 18 ديسمبر /كانون الأول، اليوم العالمي للمهاجرين والهجرة.
وقد اعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في 4 ديسمبر 2000، نظراً للأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين حول العالم.
يتصدر العنف والحرب مقدمة الأسباب في زيادة معدلات الهجرة الدولية، حيث تسببت الصراعات في هجرة نحو 41,3 مليون فرد حتى عام 2019، وجاءت سوريا في مقدمة الدول، التي يُهاجر مواطنوها بسبب الحرب، بحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة IOM أواخر العام الماضي تحت عنوان “تقرير الهجرة العالمي 2020”.
كما أشار التقرير إلى أن عدد المهاجرين الدوليين بلغ نحو 272 مليون فرد عام 2019، وهو ما يمثل 3,5% من حجم سكان العالم، منهم نحو 25,9 مليون لاجئ.
ويشكل السوريون حوالي ثلث عدد اللاجئين حول العالم، يتركز أكثر من 80% من اللاجئين السوريين في دول المنطقة العربية والجوار السوري. وتأتي تركيا في مقدمة الدول التي تستضيف السوريين بنحو 4 ملايين لاجئ، تليها لبنان 910.600 آلاف، والأردن بأكثر من 654 ألفًا.
وقد حلت سوريا في المرتبة الخامسة من حيث عدد المهاجرين الذين وصلوا أوروبا براً وبحراً بين شهري كانون الثاني وآب من العام الجاري ب 2،873 مهاجر، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
إن الهجرة السورية ليست بحديثة العهد، فممارسات النظام قبيل اندلاع الثورة السورية، دفعت العديد من الطاقات الشابة والكفاءات للاتجاه لبلدٍ آخر، نتيجة غياب المناخ الراعي لها والحقوق الأساسية والبنية التحتية الضرورية والتحفيزات المستحقة.
وقد تمكن السوريون من لعب دور حيوي وجلب النمو والابتكار في البلدان التي هاجروا إليها.
يتطلع المهاجرون السوريون للعودة لوطنهم، إلا أن آلة القتل متمثلةً بالنظام وميليشاته الروسية والإيرانية الداعمة له، تحول دون تحقيق ذلك، لتبقى العودة حلم يراودهم في الغربة حتى رحيل النظام ورموزه.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري