لا يظهر أي دور إقليمي آخر له شأن في وصول عون. فرغم موافقة المملكة العربية السعودية على ترشيح عون، يقول التلفزيون السوري “رُغماً عن أنف السعودية وضع عون في الرئاسة”. ولم يتردد محلل سوري في القول: “إن نصر الله هو الذي وضع عون على الكُرسي”. هذه الإشهارية تتناقض في تحليل آخر، فالنظام يلجأ إلى مصطلح آخر، بعيداً عن مصطلحات الوصاية الإيرانية التبشيرية في المنطقة، ويبشرون ويهللون لديمقراطية لبنان، وديمقراطية الحياة النيابية.
فوضى الأدوات التي يملكها الإعلام السوري تتكرر دوماً، والمتلقي يبدو حائراً، لكن الموالين للنظام يكتفون بهذا القدر من الحيرة، فما بين الديمقراطية واختيار الأسد فارق صفري، فالأسد مثالي دوماً و”يتشملُ” الديمقراطية والعنترية في السياسة في آن معاً.
لم يتوقف الإعلام السوري لحد اليوم عن نقل إعلانات التأييد لعون الآتية من إيران، بدءاً بالشخصيات السياسية والرسمية، انتهاء بخطباء الجوامع الإيرانيين. هذا الثقل لوجود عون مضاعف، كردٍ على الهوة التي حفرتها روسيا لها في المنطقة.