رزخت الرقة تحت سطوة تنظيم الدولة داعش الذي اتخذها عاصمة لها، وقد حاولت الروايتان “باب الأبواب” و”كنت في الرقة” تسليط الضوء على عهد التنظيم في المحافظة السورية شمال شرق سوريا.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
أصدر الكاتب السوري يوسف دعيس آخر رواياته في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، حملت بعنوان “باب الأبواب” في 186 صفحة، رصد خلالها الكاتب حال أهل الرقة ومعاناتهم مع تنظيم الدولة.
سردت أحداث الرواية على لسان بطلها عطاء الله والراوي. استهل الكاتب الرواية بنبذة عن تاريخ مسقط رأس البطل مدينة الرقة مروراً بنشأتها منذ أيام عهد الرشيد العباسي وصولاً إلى العصر الحديث في ظل الدولة السورية، فضلاً عن جغرافية مدينة الرقة.
يتناول الكاتب نشأة البطل الشاب الذكي، المنحدر من أصول داغستانية عبرت إلى تركيا ومنها إلى البوكمال ودير الزور وصولًا إلى الرقة، حيث تلقى العلوم ودرس الحقوق ومن ثم زواجه وإنجابه الأطفال وصولاً لعام عام 2011، ليسرد الأحداث المتسارعة حتى الفترة التي بسط تنظيم الدولة داعش نفوذه على المدينة متناولاً حادثة الأب باولو واختفائه٬ ولاحقاً بشاعة المشهد الذي جره التنظيم للمنطقة والأحداث المتلاحقة.
كما تسرد الرواية اضطرار عطاء للخروج والهجرة إلى تركيا بحرقة على مدينته الرقة، التي بات غريباً عنها، في صورة تثير التعاطف مع أهل مدينة الرقة الذين اتهمهم النظام ظلما بدعم التنظيم وتأييده واعتبارهم حاضنة شعبية إرهابية.
لابد من أن نستذكر هنا، رواية “كنت في الرقة” للكاتب التونسي هادي يحمد في 268 صفحة، مبنية على مذكرات مقاتل من التنظيم.
قدمت الرواية صورة احتقار وتكبر مقاتلي التنظيم على أهالي مدينة الرقة التي يرى فيها هؤلاء حلم لبناء دولة إسلامية تنتهج السلفية الجهادية، وتعتمد التكفير معيار للتفريق بينها وبين الخاضعين لها من العوام؛ لفظة تحمل في طياتها التحقير.
وتعزو الرواية، التي صدرت في شباط 2017، نظرة التعالي على أهل الرقة لرفضهم الانحلال والتماشي مع أجندة التنظيم الذي كان له دور في تدمير الرقة وتهجير أهلها وسفك دمائهم.
كما تصور الرواية بطلها المنتسب لتنظيم الدولة أبو زكريا التونسي الجنسية، سلبه لبيت من بيوت أهل الرقة ممن رفضوا الانخراط مع التنظيم وأفكاره، وإقامة المأدوبات من مواشي أهل المدينة، لنظرائه من مقاتلي التنظيم التونسيين، على نهج عدواني اتبعه التنظيم بحق الأهالي.
وتختتم فصول الرواية بالتوصل إلى نتيجة أن دولة الخلافة ماهي إلا بعصابة تشبه مخابرات الأسد، وفرار بطل الرواية بزي أبناء المنطقة للنجاة بحياته والعودة إلى تونس، تاركاً خلفه سجلاً من العدوانية والجرائم.
ورغم كل محاولات الكتاب سبر أغوار المعاناة لأهالي الرقة تحت وطأة تنظيم الدولة، تبقى الرقة رواية كبرى لا يمكن لعشرات الروايات أن تروي فصولها.
تقرير خبري صباح نجم
المركز الصحفي السوري