القدس العربي”: قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن محاولات تركيا تمرير الآلاف من طالبي اللجوء عبر الحدود إلى اليونان يمثل تذكرة قوية بضعف الاتحاد الأوروبي وإخفاقه في وضع إستراتيجية مستدامة ومتماسكة للجوء منذ زيادة تدفق اللاجئين في عام 2015 و2016.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الذي اُبرم بين أنقرة وقادة الاتحاد الأوروبي منذ أربعة أعوام للحد من تدفق اللاجئين كان فعالا للغاية، وهو ما يثبته الانخفاض الكبير في عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان. وكان يمكن استخدام هذه الفترة لاستحداث سياسات للجوء يمكن استمرارها، ولكن ذلك لم يحدث.
وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى سياسة داخلية للجوء تحول دون تفككه سياسيا، لافتة إلى أن السياسة الحالية، التي تقضي بأن يتقدم فيها طالب اللجوء بطلبه في أول دولة يصل إليها، تمثل عبئا ضخما على الدول التي تعد مدخل اللاجئين إلى أوروبا مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا.
وأوضحت أن رفض دول شرق أوروبا ذات التجانس العرقي لدخول مهاجرين إلى أراضيها تحول إلى معركة أكبر بشأن سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد، ولكن على دول مثل المجر وجمهورية التشيك وبولندا أن تعرب عن تضامنها مع سياسات الاتحاد عبر مساهمات مالية، إن لم تكن راغبة في استقبال لاجئين جدد.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن سفراء الاتحاد الأوروبي أبدوا غضبهم في اجتماع عقدوه الأسبوع الماضي مما يرونه محاولة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “لابتزاز” التكتل بالسماح للمهاجرين بالتجمع على حدود اليونان.
غير أن بعض المبعوثين أقروا بأن الاتحاد الأوروبي في موقف صعب، فدوله الأعضاء غير قادرة على الاتفاق على كيفية التعامل مع اللاجئين، ومن أجل تجنب تكرار أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016 يعتقدون أنه ربما يضطر لضخ المزيد من المال لتركيا كي تواصل منع دخول اللاجئين إلى أوروبا.
وتدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى الحدود اليونانية التركية بعد قرار الرئيس التركي فتح حدود بلاده أمامهم، المغلقة منذ عام 2016، وأعاد ذلك إلى الأذهان في أوروبا أزمة الهجرة في عام 2015. وأغلقت اليونان حدودها وطلبت من شركائها في الاتحاد الأوروبي مساعدتها.
واستخدمت الشرطة اليونانية الجمعة الغاز المسيل للدموع لدفع المهاجرين الذين حاولوا العبور بعيداً.
نقلا عن القدس العربي