طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، بوقف الأعمال العدائية في غوطة دمشق الشرقية، وحث مجلس الأمن الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته بشأن التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
جاءت دعوة الأمين العام خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك حول تعزيز السلم والأمن الدوليين، التي يشارك فيها سلفه بان كي مون.
وقال الأمين العام، إنه “من الملح بشكل خاص أن يلتزم مجلس الأمن بمسؤوليته عن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وفقا للقرار 2254 تحت إشراف الأمم المتحدة”.
ودعا إلى وقف الأعمال العدائية في غوطة دمشق الشرقية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، معربا عن حزنه العميق إزاء ما يحدث.
ويطالب “القرار 2254” الصادر بتاريخ 18 ديسمبر / كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.
وأوضح غوتيريش في إفادته خلال الجلسة أن “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ـ عدم استخدام القوة، وتسوية المنازعات بالوسائل السلمية، وعدم التدخل، والتعاون، وتقرير المصير، والمساواة في السيادة بين الدول الأعضاء ـ تظل أساسا للعلاقات الدولية”.
وأشار إلى أنه بات من الضروري “تحديث أدوات الميثاق، واستخدامها بقدر أكبر من التصميم في معالجة التحديات الراهنة”.
وأردف: “الأمم المتحدة موجودة لتقديم الدعم للدول في حل منازعاتها، ومنع ظهور الأزمات، لكن منع الأزمات هو في المقام الأول مسؤولية الدول الأعضاء”.
ومضى قائلا: “محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، ولذلك إنني أشجع الدول الأعضاء على قبول الولاية الإجبارية للمحكمة”.
تجدر الإشارة أن 167 مدنيا لقوا حتفهم خلال آخر 48 ساعة، جراء هجمات شنها النظام على الغوطة الشرقية.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق “خفض التوتر” التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.
وتتعرض الغوطة الشرقية في محيط دمشق لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام منذ أشهر، ما أسفر عن مئات القتلى.
من جانبه، دعا بان كي مون، مجلس الأمن الدولي إلى أن “يركز أكثر على شمال سوريا، والحرب الأهلية الجارية في البلاد، والتوتر الحالي في مرتفعات الجولان، وتواصل نزوح السكان داخل البلاد”.
وقال في إفادته لأعضاء المجلس “هذه القضايا تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي، وتذكي مزيدا من الصراعات بين دول المنطقة”.
وأضاف: “كما أن العنف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، والتهديدات الإقليمية الأخرى، يمكن أن ينطوي أيضا على إمكانية الخروج عن نطاق السيطرة نتيجة تدهور الأمن الإقليمي”.
وأعلنت إسرائيل في 10 فبراير / شباط الجاري، إسقاط طائرة مسيرة إيرانية في هضبة الجولان المحتل، قالت إنها اخترقت أجواءها عبر سوريا.
ورد الجيش الإسرائيلي على ذلك بالإغارة على أهداف إيرانية في سوريا، كما قامت مقاتلات إسرائيلية بشن غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية، كما اعترف الجيش بتحطم إحدى مقاتلاته من طراز إف 16 بعد إصابتها بصاروخ أطلقته المضادات الأرضية السورية.
الاناضول