وسط ظروف صعبة وقاسية، حاول الآلاف من الناس الوصول إلى التراب البولندي، لأخذ فرصة استراحة بعد عناء طويل ومحاولة ولادة حياة جديدة، وتنفس الصعداء وكأن جهد وتعب الماضي لولاه لما وصل إلى هنا أي شخص.
يروي شاب يدعى أحمد دندشي وهو من حمص ويبلغ 32 عاماً، في حديثه صحيفة غربية، عن رسائل الاستغاثة التي أرسلها للمنظمات، بعد أن علق 20 يوماً في الغابة الفاصلة بين بيلاروسيا وبولندا، بقوله “أنا على قيد الحياة، لا بد من الخروج من هذه الغابة إلى مكان أكثر أماناً، وإذا لزم الأمر أعود إلى لبنان، أنا لست على ما يرام”.
وكان أحمد درس التصميم الداخلي، وتابع دراسته كلاجئ في المعهد الوطني اللبناني، وبعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان والتي فجرها انفجار مرفأ بيروت، كانت لحظة حسم اتخاذ القرار بمغادرة لبنان، بعد فقدان الأمل بالعيش فيه.
وتوقع أحمد أن تكون رحلته من بيلاروسيا إلى ألمانيا أسهل طريق للهجرة، لكنه قضى أياما صعبة في طريقه، فكانت مخيلته تجعل من الصعب سهلاً، ومن الخطوات كاملة الخطى دون تلكؤ أو توقف، لكن الواقع كان عكس ما خطط.
تعرض أحمد للسرقة من أحد المهربين، وتركه يعاني مصيره بنفسه، وسرعان ما نفدت المياه وشرائح البروتين، ليجبر نفسه على الشرب من مياه المستنقع، لأجل البقاء على قيد الحياة.
انهارت قوى أحمد وخارت، حتى أنه طلب من رفاقه إكمال الطريق من دونه، ليتلقى المساعدة من السكان المحليين في الأراضي البولندية، وطلبوا سيارة إسعاف له، وبعد حصوله على الرعاية الطبية، إلا أن حرس الحدود رماه من جديد إلى نقطة البداية في الغابة.
وكافح أحمد وجاهد بنفسه عبر تحديد موقعه الجغرافي، بعد أن ذهب رفاقه ووصلوا إلى مراكز اللاجئين في ألمانيا، بواسطة هاتفه الذكي تمكن من إرسال صور ومقاطع صوتية له باللغة الإنكليزية التي كان يتقنها، من تقريب لحظة الوصول به إلى ما كان يطمح إليه.
يعيش أحمد الأن في مكان شرق ألمانيا، وينتظر الحصول على الإقامة الدائمة، متطلعاً لمساعدة اللاجئين.
قصة خبرية / طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع