لاشك أن أطفال سوريا هم المتضرر الأول من حرب دامية أشعلت معا فتائل الفتنة، وأزهقت أرواحا بلا ذنب أو مبرر، فألقت أوزارها على نفوسهم الغضة، وأتعبت نفوسهم دون رادع لها.
ومن أكثر المشاكل والظواهر السلبية التي يعيشها أطفال سوريا هي العمالة وعدم التحاقهم بالمدارس لإكمال تعليمهم وبالأخص للفئة العمرية مابين 9 إلى 13 عاما، وقد انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة ولعل السبب الأبرز عدم وجود أحد الوالدين وقلة الوعي لمخاطر هذه الظاهرة.
وعن كثرة هذه الظاهرة يحدثنا الأستاذ عمار وهو يعمل في إحدى المنظمات في مجال الدعم النفسي:” فوجئت مؤخرا بنسبة الأطفال المنقطعين والمتسربين من المدارس، وشدني ذلك أن أذهب لسوق مدينة ادلب وألقي نظرة في فترة دوام الطلاب في المدارس، وما شاهدته كان متوقعا، فاللحام صانعه طفل، وبائع الحلويات صانعه طفل، وتاجر المواد الغذائية صانعه أيضا طفل، ووووو”.
ويتابع:” فتجرأت وتوجهت لطفل يعمل في مطعم للوجبات السريعة وسألته لماذا لست في المدرسة، فأجابني ضاحكا( المدرسة نسيتا من زمان بعدين أنا كسلان هيك كانت تقلي معلمتي عطول ليش لضيع وقتي بشتغل وبطلع مصروفي)، وهنا أدركت تماما أن المدرسة والكادر التعليمي ليست مهمتهم فقط أن يعلموا والكلمة سواء كانت طيبة أو سيئة لها أثر كبير في نفوس الأطفال لذلك ينفر أغلبهم من المدارس لسوء فهم بعض المدرسين الهدف السامي من مهنتهم وهو التربية قبل ذلك، وزرع الكلمة الطيبة في قلوبهم ليكبروا معها”.
وجميعنا ندرك تماما أن المبلغ المادي الذي يجنيه الأطفال العاملين لا يمكن ولا بأي شكل أن يغطي نفقة البيت لأيام قليلة، ومع ذلك يرغبون بالعمل ربما ليثبتوا شخصيتهم ويعوضوا النقص الذي حصلوا عليه من تبعيات الحرب، لكن هنا يجب وبشكل ملح أن تتدخل المنظمات أو الجمعيات المعنية بالطفولة للحد من هذه الظاهرة وإلا سينشأ جيل جديد يغلب عليه الجهل والتخلف.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد