اختلفت الطقوس الرمضانية في مختلف المناطق السورية ومنها حمص خلال مراحل عديدة، أبرزها كانت مرحلة انطلاقة الثورة السورية التي غيرت الكثير من العادات، حيث تدمر خلال سنواتها مدناً وبلدات كاملة، بينما هجر ملايين المدنيين إلى الشمال السوري ودول اللجوء.
يحكي “أبو عدنان الحمصي” أحد المهجرين قسراً عن حي باب هود في مدينة حمص إلى ريف حلب الشمالي عن بعض التقاليد الرمضانية التي تمتاز بها حمص، أو امتازت بها في الماضي فيقول “تتشابه العادات والتقاليد الرمضانية في كافة المدن السورية والتي تبدأ بترقب شهر رمضان وتحضير أنواع الأطعمة المناسبة له، بالإضافة لإطلاق المدفع عند تحديد شهر رمضان من أرض الملعب البلدي وسابقاً القلعة”.
في الليلة الأولى من ليالي رمضان، كان الناس يتسابقون لتموين المنزل بالمواد الغذائية والأطعمة المختلفة “كنا نشتري ما يلزم للمنزل من مواد غذائية ومأكولات في ليلة رمضان الأولى، وذلك تقليد عند معظم المدن السورية، رغم أنه بات مندثراً اليوم نتيجة ارتفاع الأسعار، وأصبح الواحد منا يشتري ما يلزمه ليومه فقط”
سابقاً كان لرمضان في حمص طقوس خاصة بها يرويها أبو عدنان عن أجداده قائلاً “قبل ظهور المدفع، كانت ترفع راية حمراء كبيرة فوق الجامع الكبير بحمص، دليلاً على حلول وقت أذان المغرب، وذلك لمساعدة الصائمين على إفطارهم، لكن تلك العادة اندثرت مع بدء ضرب المدفع والذي يضرب مرتين في وقت السحور إحداها لإيقاظ الناس، ومرة عند الفطور”.
واجتماعياً، كان لشهر رمضان في حمص أثر كبير في تقوية الروابط الأسرية وتوطيد العلاقات الاجتماعية، وكان هناك بحسب أبو عدنان “طقوس خاصة وهي العزائم والدعوات على الفطور بين الأقارب والأصحاب، ولا تزال إلى اليوم تلك العادة بين أهالي مدينة حمص في أراضي النزوح، لكن بصيغة أقل بكثير عن السنوات التي سبقت الحرب في حمص”.
“كان صوت المآذن في المساجد يبعث شعوراً خاصاً في نفوس أهالي حمص، خاصةً مع اقتراب العيد في الأيام الأخيرة لرمضان حيث يبدأ المؤذن بتوديع شهر رمضان، عبر قصائده والأناشيد الدينية التي تذكر بفضائل شهر رمضان وخصاله وأنه شهر الخير والبركات”
تزدحم الأسواق في سوريا ومنها أسواق محافظة حمص قبل قدوم العيد بأيام، وفي كل موضع من مواضع المدينة تجد منبعاً للحياة، ويصف أبو عدنان تلك الأيام بقوله “تضج المدينة بأهاليها قبل العيد بأيام، الأسواق مفتوحة ليل نهار ومزدحمة جداً، وتجد أكثر الازدحامات على محلات الحلويات والألبسة، بالإضافة للازدحام على دور الحلاقة وحمام السوق”.
في مخيمات وبلدات النزوح غابت عن أهالي حمص الكثير من العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها في مدينتهم، وضعفت روابط العلاقات الاجتماعية التي كانت تربطهم في رمضان حمص، وذلك لتشتت شملهم ونزوحهم إلى جهات مختلفة، ومع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي اختلفت تلك العادات وباتت تقتصر على المكالمات الهاتفية ورسائل الواتساب في معظم الأحيان.
قصة خبرية/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع