تسعة أشهر انتظرها أبو يحيى (36عاماً)، من مهجريّ معضمية الشام، المقيم في إدلب المدينة وزوجته بفارغ الصبر لقدوم مولودتهما الجديدة “حنين”.
كل شيء جرى كما كان مرسوماً له، المشفى الذي ولدت فيه الزوجة، معد بأحدث المعدات ومستلزمات الأدوية الخاصة بأمور الولادة، عداك عن أجهزة الحواضن الخاصة لحديثي الولادة، والأهم من ذلك وجهوه كادر طبي لا يعرف سوى الرضى بالعمل والكلمة الطيبة التي هي أساس مهنة كانت أبرز سماتها الرحمة.
بصرخات الألم ودموع الحنين للوطن، رافقت الزوجة ساعات ما قبل الولادة تارة تذرف دموع الحنين للأحبة الغائبين في ظل ظروف قاسية منعتهم من الوقوف جانبها وتارة دموع السعادة بقرب لحظات لطالما حلمت الأمهات بقدومها.
سـجلت مستشفيات مدينة إدلب وريفها ولادة لزائرات سوريات مهجرات وأخريات من أبناء المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مشفى “الكندي” فيما تتوقع المديرية العامة للشؤون الصحية تضاعف الحالات خلال الأشهر المقبلة، لارتفاع عدد المراجعين في مشافي المدينة، وعلى وجه الخصوص مشافي الولادة.
وأوضحــت اختصاصــية النساء والولادة في مستشفى “الكندي” القابلة المهجرة من مدينة حلب منطقة السكري “فاطمة أم نضال” للمركز الصحفي السوري أن “عـــدد ولادات الزائرات للمشفى يرتفع بشكل ملاحظ لارتفاع عددهم في المنطقة وحاجتهم للعلاج، لافتة إلى أن “قسم النساء والولادة لاحظ المراجعات المستمرة من نساء حوامل، لعدم قدرتهن على الإنجاب في مشافي خاصة نظراً للظروف المعيشية ولعدم توافر أبسط مقومات الحياة بالنسبة للمولود والأم أيضاً”.
وتضيف “الولادة في المشفى مجانية والأدوية أيضاً مع حرص المسؤولين عن المشفى على توفرها المستمر، ناهيك عن العناية بنظافة المشفى اليومي والمستمر والاهتمام بالعناية النفسية والجسدية للأمهات الحوامل وأطفالهن”.
ولفتت القابلة “أم نضال “أن الولادات “طبيعية وقيصرية وأنها ولدت الكثير من المهجرات من حمص وحلب وأمهات الغوطة إذ تقدم لهن مع كادر المشفى الطبي الخدمات الطبية مجاناً، وتحصل المراجعة طوال فترة الحمل والمتابعة وكذلك علاج الأطفال أيضاً بالمجان”.
عدد كبير من اللاجئين السوريين تقطعت بهم سبل الحياة، فمن صعوبة العمل وشح المساعدات، إلى غياب الأهل وحنين العودة، إلا أنه لا تخلو الحياة من بريق الأمل يلوح مع إقبال مواليد جيل جديد أمثال الطفلة “حنين” من أبويين مهجرين من ريف الشام على أيدي قابلة مهجرة من ريف حلب في أرض الحاضنة الخضراء إدلب، لتبقى الحياة مستمرة مع استمرار نضال ثورة الحرية والكرامة التي خرج من أجلها ملايين السوريين رغم فقدهم لآلاف الشهداء والمعتقلين، ليتحول الإنجاب إلى هاجس شأنه شأن عوامل الصمود الأخرى، رغم الظروف الاقتصادية السيئة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد