سخر رواد مواقع التواصل في مناطق سيطرة النظام، من رفع صور فلاديمير بوتين في العاصمة دمشق، مع توالي الأنباء عن ارتفاع أعداد ضحايا السوريين في مدن أوكرانيا بصواريخ الطائرات والدبابات الروسية، التي تحاول من عدة محاور التقدم لإسقاط العاصمة كييف.
لإفشاله مخطط إسقاط النظام برر تجار دمشق وريفها نشر صور بوتين “ردا للجميل”
أعلنت غرفة تجارة دمشق وريفها على صفحتها في فيسبوك، أن رفع صور بوتين في شوارع وساحات دمشق لدعم حربه المعلنة على الأوكرانيين، مع توالي الأنباء عن انخراط قوات النظام في حملة لتجنيد العسكريين في المحافظات، للمشاركة بجانب الروس بالحرب، مع ما تتكبده عناصر قواتها هناك من خسائر كبيرة، وصلت بحسب احصائية هيئة الأركان الأوكرانية اليوم أكثر من 11 ألف قتيل
وبررت الغرفة في بيانها موقفها، بأنه لرد الجميل للروس، على رأسهم بوتين وقيادته وجيشه، الذين دعموا نهج القوة العسكرية لجانب النظام منذ أيلول ٢٠١٥.
الموقف الذي كلف السوريين آلاف القتلى والجرحى من المدنيين وهجرة مئات آلاف آخرين من منازلهم.
وتفاعل المتابعين في مناطق سيطرة النظام مع موقف الغرفة، معلنين بأن بوتين حول سورية بعد الحرب لولاية روسية، وكتب “ابو رامي”: “أرى صور الرئيس بوتين تملأ شوارع دمشق من قبل جهة رسمية وحكومية ترى هل أصبحنا ولاية روسية ام ماذا”.
وذلك بعد عدة أيام من حالة السخرية التي رافقت تصريحات عضو برلمان النظام “خالد العبود” التي قال فيها: “إن بوتين طلب رأي بشار الأسد في غزو أوكرانيا، مشيرا، أن وزير دفاعه سيرغي شويغو الذي زار دمشق والتقى الأسد قبل أسبوعين من الغزو لم يأتي ليتمشى بشوارع دمشق او لإيصال سلام، لا مو هيك القضية، القضية قلو شويغو لبشار القصة 1,2,3 فرد عليه، اتكلواا على الله روحوا”.
الصواريخ الروسية تلاحق السوريين في أوكرانيا وإحصائية بعدد الضحايا
لاحقت الصواريخ الروسية السوريين الذين فروا من منازلهم بعد الحرب في العام ٢٠١١ إلى أوكرانيا، ليكون مصيرهم الموت بصواريخ الطائرات والأسلحة البالتسية الروسية “المتطورة”، التي قتلت قبل عدة أيام وبحسب صفحات أوكرانيا مهتمة بالشأن العربي طبيبة النسائية “ليلى أحمد” من دير الزور، وذلك بقصف مشفى مدينة خاركوف شمال شرق البلاد، أثناء تواجدها لعلاج المرض، ونجاة زوجها الطبيب عمر بعد أن كان لحظة القصف موجود خارجها.
ومثلها “ميرغي محمود” مواطنة سورية من مدينة عين العرب، هربت من القصف وقضت بالبرد داخل سيارتها قرب الحدود البولندية بذبحة قلبية على طابور الهجرة، بسبب إجراءات السلطات البولندية، ومنع وتأخير غير الأوكرانيين من دخول أراضيها، و”شامل الخطيب” من مدينة حلب الذي توفي من شدة المعارك في العاصمة كييف، فيما تمكن الطبيب “سليمان علي” من مدينة الرقة من النجاة من الموت بأعجوبة قاطعا عشرات الكيلو مترات مشي على الأقدام، ونقلا عن وسائل إعلام محلية في مناطق النظام إن إحصائية قتلى السوريين أكبر بكثير من المعلن.
ولم ينكر المسؤول الإعلامي باسم الجالية السورية بأوكرانيا “سامر حنون” في تصريح لموقع “أثر برس” قبل يوم مخاطر الموت التي يواجهها ٤ آلاف سوري، موزعين بأبرز مناطق الاشتباكات ككييف وخاركوف وخيروسون واوديسا، موضح بأنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل والانتقال باتجاه المناطق الاوكرانية الغربية التي تعتبر أكثر أمانا مقارنة ببقية المناطق، مشيرا فقد الكثير من السوريين ممتلكاتهم التي تعرضت للتدمير والخراب.
حملة لتجنيد المقاتلين في مناطق النظام على وقع خسائر حليفه التي فاقت ١٠ آلاف قتيل
بدأ قوات النظام بحملة تجنيد المقاتلين بالمحافظات للقتال إلى جانب روسيا، على وقع الخسائر التي يتكبدونها في الآونة الأخيرة، والتي بلغت بحسب هيئة الأركان أكثر من 11 ألف جندي روسي وإسقاط 44 طائرة حربية و48 مروحية وتدمير 285 مدرعة و21 وحدة دفاع جوي.
وبعد يوم من هامش زيارته لمركز تدريب طيارين روس تابع لشركة “ايروفولت” موضح أن قواته على وشك الانتهاء من تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بعد ١٠ أيام من الحرب، توعد بوتين بقضم مزيد من المناطق الأوكرانية، التي لن تقتصر حسب قوله على إقليم دونباس بالمنطقة الشرقية، بحجة مواصلة تدفق الأسلحة الغربية من دول الناتو للأوكرانيين.
كشفت وزارة الدفاع الروسية نقلا عن “روسيا اليوم” في خبرها تدمير 2203 موقع أوكراني، من بداية الحرب من ضمنها إسقاط ٨ طائرات قبل يوم.
ومع مخاطر التصعيد الروسي والقصف بشتى أنواع الأسلحة الذي لم يستثن استهداف المنشآت النووية في “تشرنوبل” وأثارها التدمرية، التي لن تقتصر على حدود أوكرانيا وجيرانها، وصفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نقلا عن “الجزيرة”، اليوم الأحد، حالات النزوح والفرار من الحرب بأكبر أزمة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن وصل نحو مليون ونصف لاجئ أوكرانيا لدول الجوار، في غضون العشرة الفائتة.
وكشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، الجمعة الفائتة، عن انخراط قوات النظام بحملة تجنيد العناصر من ذوي الخبرة بالمحافظات، للمشاركة مع الروس بالعمليات العسكرية بأوكرانيا، كنوع من رد الجميل، موضحا نقلا عن أحدهم، بأنه يتم التحضير على أخذ قوائم اسمية وعرضها على الروس في سوريا، قبل نقلهم لساحات القتال، بعد إخضاعهم لعمليات تدريب تحت إشراف ضباط روس، مقابل رواتب مالية يتقاضونها، على وقع تفاقم الأوضاع المعيشة للمشاركين، وذلك مع مشاهد تساقط العسكريين الروس الذين شاركوا جنبا إلى جنب مع النظام في المعارك بقبضة الجيش الأوكراني، كان آخرها أسر الطيار “كراسنو يارتسيف” الذي ظهر في صورة يتوسط بشار الأسد وبوتين، خلال زيارة الأخير للقاعدة الروسية في حميميم، قبل أكثر من عام بمدينة اللاذقية، بعد إسقاط طائراته الحربية، أول أمس في “تشيرنيهيف” شمال البلاد.
تقرير خبري: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع