شابات سوريا بعمر الورد ..لا معلقات ولامطلقات!

أفرزت الثورة السورية منذ اندلاعها قبل ست سنوات ونيف الكثير من المشاكل كان في مقدمتها الاجتماعية، ولعل المرأة كانت المتضرر الأكبر على مختلف الأصعدة؛ ولا أتحدث هنا عن الترمل وفقدان المعيل، ولا عن خسارة فلذات الكبد ولا عن هدم المنزل والتشرد في بلاد الله الواسعة والتي ضاقت عليها، كما أنني لا أقصد سكنها في مخيمات الذل والعار وتحملها شظف العيش وانعدام سبل الحياة الإنسانية الكريمة في معظم الأحيان ووو…فالقائمة تطول.

فمشاكل لم الشمل التي برزت مع بداية الهجرة إلى ألمانيا ومختلف دول القارة الأوربية وكندا التي ظهرت لفترة هربا من ويلات الحرب وجرائم النظام لم تنته حتى وإن قلت وتيرتها، أو أصبحت من روتين الحياة الاعتيادي.

المشكلة اليوم أسوء، لأن المجتمع الدولي ودول الجوار بالتحديد قد سئمت قصتنا وشكوى ضعفنا وبات الأمر غير مثير للشفقة أو الرحمة، فزاد حجم التضييق والتشديد وفرض القيود على حركة السوريين وتنقلاتهم وغدا سفر السوري لأي مكان في هذا العالم أمرا صعبا وشاقا ومكلفا حتى مستحيلا إن صح القول!

ومما لا يخفى على أحد هو تعداد الشباب السوري الكبير الذي اضطر لترك البلد خلال السنوات الماضية هربا من قتل أو تشوه أو خدمة إلزامية أو اعتقال أو بحثا عن إكمال تعليم بعد انعدام توفر فرص الأخير على أرض البلاد ..وقد تكلف الأهالي أثمانا باهظة لينجحوا في إخراج أولادهم خارج بوتقة الصراع الدائر .

لكن الأهل لم ينسوا بأن “الغربة كربة” وعليهم تأمين شريكة حياة لابنهم من بلده لتذكره يوما بأصله وانتمائه وتدفع عنه السوء والرذيلة بإكمال نصف دينه وهنا مربط الفرس، كيف يمكن أن تلحق تلك العروس بشريكها المنتظر؟

“ولاء”خريجة أدب فرنسي من ريف إدلب الجنوبي تروي معاناتها فتقول”بعد هجرة معظم الشباب فقدنا فرصة البحث عن شريك الحياة المناسب، والآن الخطبة عادت كما كانت قديما -عالصورة- ورضينا أما أن يتم عقد قراننا تمهيدا للسفر ثم وبسبب الإجراءات المفروضة علينا نعجز فنعود لنطلب الطلاق ..فهذه معاناة تدفعنا عنوة صوب العنوسة”.

وتتابع “ولاء”نصف زميلاتي في الدراسة الجامعية في مدينة حلب لامطلقات ولامعلقات، ارتبطن بخطوبات مع أشخاص في دول الخليج أو خارجها ولم يتمكن من السفر وينتظرن الفرج”.

وتشير حقيقة الأمر إلى ارتفاع معدل انتشار هذه الظاهرة، فمن لاتملك جواز سفر عليها “بالتهريب”وكلنا يعلم وضع الحدود الحالي، ومن لديها جواز ليست بأفضل حالا لأن امامها طريقان :طريق معبر باب الهوى؛ ولم يعد خافيا على أحد حجم التعقيدات التي تفرض على عبور السوريين ودخولهم الأراضي التركية، أو أن تسلك طريق السفر عبر النظام وهنا ستسأل عن سبب السفر؛ وربما تقع تحت ظرف الاعتقال في حال كان وضع من تود السفر إليه مشبوها أو مطلوبا لجهات الأسد الأمنية.

وهكذا نرى كيف تزداد مشاكلنا الاجتماعية، وكيف تدفع شابات سوريا ضريبة حرب لم تبقي لهن املا في المعيشة الكريمة التي من حقهن أسوة بغيرهن من فتيات العالم.

ويبقى السؤال إلى متى سيبقى الشعب السوري تائها في المغتربات يبحث عمن يؤوي وحدته ويجمع شتاته ….وهل ستلمح بارقة أمل في نهاية هذا الدرب الشاقي الدامي لنسقي عطاش وردنا التي شارفت على الذبول ؟؟.

شاديا الراعي -المركز الصحفي السوري.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist