مع أول يوم من افتتاحه، شهد سوق الخضرة في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي إقبالاً كبيراً للأهالي على أمل الحصول على حاجاتهم لموائد الإفطار بأسعار رخيصة تخفف عنهم كلف المعيشة التي يتكبّدونها مع تفشي الفقر والبطالة لأكثر من ٤ مليون شخص في الشمال السوري.
مبادرة تطوعية خيرية لافتتاح السوق
أعلن فريق يداً واحدة في اعزاز أمس السبت، عن افتتاح السوق الخيري بالمدينة لبيع الخضار بأسعار منخفضة للأهالي طيلة أيام شهر رمضان بدعم من المجلس المحلي والجيش الوطني.
في بيان له، اعتبر مجلس المدينة أنّ المبادرة بدعم الجبهة الشامية والشرطة العسكرية لإقامة السوق الخيرية قرب جامع الميتم أتت لمساعدة الأهالي وخلق منافسة لتخفيض الأسعار.
وصل فرق أسعار المواد مقارنة مع سوق الخضار لأكثر من ثلاث ليرات على رأسها البندورة التي تم بيعها بسعر ١٢ ليرة مقابل ١٥ والباذنجان ١٨ ليرة مقابل ٢٠ والكوسا ١٧ مقابل ٢٢ ليرة.
يهدف القائمون على الحملة إلى كسر الأسعار واحتكار التجار للسلع للتخفيف على القاطنين، وفي حديثه أشار أبو محمد أن أسعار الخضرة في اعزاز ارتفعت بشكل كبير مع بداية الشهر الفضيل بقصد تحقيق المرابح من التجار دون أي اعتبار للأوضاع المعيشية الصعبة والتي باتت تنافس وفق قولهم أسعار مدينة إسطنبول مع فارق الدخل.
ويطمح الأهالي بأن يوسع القائمون على الفعالية لعرض أكبر تشكيلة من السلع لتشمل سلعاً غير الخضار، بشكل يلامس مطالبهم بالحد الأدنى، على حدّ تعبيرهم.
كانت قد ارتفعت أسعار الخضار بأعزاز مؤخراً على غرار بقية مناطق الشمال السوري بارتفاعات ووصل سعر البندورة لأكثر من ٢٠ ليرة، باذنجان ٢٥ كوسا ٢٠، قرنبيط ١٠، فليفلة حمرا ٣٠، ليمون ٦، فجل ٥ برتقال ٩، موز ١١، بقدونس ٤، نعناع ٤،جزر ٦، ووصل سعر البطاطا ٨.٥ ليرة
مبادرة فردية لتخفيض سعر الخضرة
بهدف تخفيض الأسعار قام أحد التجار في اعزاز ببيع البقدونس بليرة بعد أن وصل سعرها إلى ٥ ليرات ومثلها الخس على وقع تفاقم الوضع المعيشي وتردي دخل الأهالي.
فقد باتت كلفة صحن السلطة تبلغ ٢٥ ليرة توازي الدخل اليومي لأي مهنة بالشمال السوري ٢٥ لـ ٣٠ ليرة مع انحسارها بشكل خاص بالزراعة على قلتها.
استنكر القاطنون بريف حلب وإدلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تراخي القائمين في الحكومة المؤقتة والإنقاذ بعدم اتخاذ الإجراءات الملموسة التي تخفف عنهم كرفع أجرة الأيدي العاملة، ولاسيما عقب تبريرات وزير الاقتصاد والتجارة “عبدالحكيم المصري” بأنّ ارتفاع أسعار النفط عالمياً أدى لارتفاع كلف الإنتاج والأسعار.
حملة لمقاطعة الخضار والفواكه
أطلق ناشطون قبل أيام مع بداية رمضان دعوات مطالبة بمقاطعة شراء الخضار والفواكه تحت عنوان “خليها تخيس” لإجبار التجار على بيعها بأسعار تراعي وضعهم المعيشي وتحول خضرة المنطقة التي تعتمد بشكل كلي على الزراعة حلماً للكثيرين.
يذكر أنّ فريق منسقو استجابة سوريا وصف الحملة لتسليط الضوء على وباء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية على رأسها الخضار والفواكه التي ارتفعت بالمنطقة التي يعيش ضمنهم ٩٤ بالمائة دون دخل او مصدر معيشة.
يشار إلى أّنّ آلاف العائلات بحسب الفريق باتت عاجزة عن تأمين وجبة طعام أمام تراخي المنظمات بتحمل مسؤوليتها تجاه المحتاجين بخاصة بداية رمضان مبيناً أنّ أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة ٣٣.٤ بالمائة والحبوب بنسبة ٢٩.٢ بالمائة، والقمح بنسبة ٤٢.٣بالمائة، والزيوت النباتية بنسبة ٦٢ بالمائة والالبان بنسبة ١٧.٩ بالمائة والسكر بنسبة ٥٤ بالمائة واللحوم على أنواعها بنسبة ٣٤ بالمائة والخضار والفواكه بنسبة ٤٨ بالمائة.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع